حظي المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب بدعم قوي ومفاجئ من جانب الناخبين الأميركيين من أصول عربية في ولاية ميشيغان التي قد تقرر نتيجة الانتخابات المقبلة، مما قد يعزز فرص فوزه في ظل التقارب الشديد في استطلاعات الرأي بينه وبين منافسته الديموقراطية كامالا هاريس.
وأشار تقرير نشرته صحيفة «التليغراف» البريطانية إلى الدعم القوي الذي بات يحظى به ترامب، لافتة إلى قول الإمام بلال الزهيري في تجمع حاشد قرب مدينة ديترويت مؤخرا: «نحن، كمسلمين، نقف مع الرئيس ترامب»، الذي كان حاضرا في التجمع، وقال انه «مسرور بقبول تأييد هؤلاء القادة المحترمين للغاية».
وأوضح الزهيري نيابة عن كثير من الأميركيين العرب سبب تحديد ترامب باعتباره المرشح المفضل قائلا: «نحن ندعم دونالد ترامب لأنه وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا».
كما أعرب بيل بزي، عمدة مدينة Dearborn Heights بميشيغان، والمولود في لبنان عن دعمه لترامب. والأمر ذاته قاله عامر غالب، عمدة ضاحية Hamtramck قرب ديترويت، وهو من أصل يمني، حيث وصف المرشح الجمهوري في كلمة ألقاها بأنه «رجل مبادئ».
ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة YouGov للأبحاث والدراسات، ونشرت نتائجه مؤخرا، يتمتع ترامب بتقدم وطني بنسبة 45 إلى 43% على هاريس بين الناخبين الأميركيين من أصل عربي، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين.
وفيما يتعلق بالسؤال الملح حول من قد يتعامل بشكل أفضل مع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، يتفوق ترامب على هاريس بنسبة 39 إلى 33%. كما يمنح هذا الاستطلاع ترامب تقدما بست نقاط بين المجموعة على هاريس، فيما يتعلق بالاقتصاد، وهي قضية وطنية حيوية للناخبين من جميع الفئات السكانية.
في غضون ذلك، أدلى أكثر من 50 مليون أميركي بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية وفقا لـ «متتبع التصويت المبكر» التابع لجامعة فلوريدا، بينما يكثف المرشحان، الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية كامالا هاريس، حملاتهما الانتخابية في الأيام الأخيرة من السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض وسط تقارب كبير بينهما في نتائج استطلاعات الرأي.
وحسب «متتبع التصويت المبكر»التابع لجامعة فلوريدا، تشير البيانات إلى أن نحو 39% من الناخبين المسجلين الذين صوتوا مبكرا، هم من الديموقراطيين، بينما يشكل الجمهوريون حوالي 36%.
كما أظهرت البيانات أن 41% من الناخبين الذين صوتوا مبكرا تزيد أعمارهم عن 65 عاما. وبالمقارنة بالانتخابات السابقة، فقد بلغ عدد الذين شاركوا في التصويت المبكر في انتخابات 2020 حوالي 100 مليون شخص، سواء من خلال التصويت الشخصي أو عبر البريد.
وتعليقا على ذلك، قال ماثيو برودسكي، وهو مخطط إستراتيجي في الحزب الجمهوري، لقناة «الحرة» الأميركية، ان الإقبال على التصويت المبكر يجعل السباق الرئاسي متقاربا بين ترامب وهاريس.
وتظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة متقاربة للغاية مع تعادل هاريس وترامب في بعض الولايات الحاسمة أو تقدمهما أو تأخرهما بفارق ضئيل، وقد يكون بضعة آلاف من الأصوات في كل من الولايات السبع الرئيسية حاسمة.
ويتيح النظام الانتخابي الأميركي فرصة التصويت المبكر في جميع الولايات، باستثناء ميسيسيبي ونيوهامبشير وألاباما، حسب المؤتمر الوطني للمجالس التشريعية.
ويسمح هذا الإجراء للناخبين المسجلين بالإدلاء بأصواتهم شخصيا في مراكز الاقتراع، قبل الموعد الرسمي للانتخابات المقرر في الخامس من نوفمبر المقبل.
في غضون ذلك، حضت المرشحة الديموقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس، الأميركيين على كتابة «الفصل التالي» لبلادهم ورفض الفوضى والانقسام الذي أحدثه منافسها الجمهوري دونالد ترامب، وذلك في خطاب حماسي أمام البيت الأبيض اختتمت فيه تقديم حججها ورؤيتها للناخبين قبل أيام من الانتخابات الرئاسية.
وقالت هاريس أثناء إلقاء كلمتها في المكان نفسه الذي حشد فيه ترامب مؤيديه قبل اقتحامهم مقر الكونغرس الأميركي (الكابيتول) في 6 يناير 2021 «هذا ليس مرشحا للرئاسة يفكر كيف سيجعل حياتكم أفضل. هذا شخص غير متزن، مهووس بالانتقام، يستنزفه الإحساس بالظلم ويسعى لسلطة مطلقة».
لكن هاريس تحولت بعد ذلك إلى رؤية متفائلة لمستقبل أميركا، مستخدمة البيت الأبيض المضاء خلفها ليل أمس الاول، كرمز لإظهار استعدادها لتولي الرئاسة.
وأضافت أمام حشد كبير من المؤيدين في واشنطن الذين كانوا يلوحون بالأعلام:«لدى كل واحد منكم القدرة على قلب الصفحة والبدء بكتابة الفصل التالي في القصة الأكثر استثنائية على الإطلاق».
وحذرت نائبة الرئيس التي كانت تتحدث من خلف شاشات واقية من الرصاص بجوار لافتات زرقاء مرفوعة كتب عليها «حرية»، من أن الانتخابات المقبلة هي بمثابة اختيار بين «دولة متجذرة في الحرية لكل أميركي أو دولة تحكمها الفوضى والانقسام».
وذكرت هاريس الحشد بأن ترامب وقف في نفس المكان منذ نحو أربع سنوات و«أرسل حشدا مسلحا» إلى مقر «الكابيتول».
كما تطرقت هاريس إلى إحدى نقاط ضعفها الرئيسية ورؤية بعض الناخبين لها بأنها استمرار للرئيس الحالي جو بايدن، حيث تعهدت قائلة «ستكون رئاستي مختلفة، لأن التحديات التي نواجهها مختلفة».
وجاء اختيار هاريس لإلقاء كلمتها في حديقة «ذي إليبس» التي تربط بين البيت الأبيض والـ «ناشونال مول» الضخم، في محاولة مباشرة منها لتذكير الناخبين بالفوضى التي سببها أنصار ترامب حين اقتحموا الكابيتول لقلب خسارته في انتخابات 2020 أمام بايدن.
في المقابل، سعى الرئيس الجمهوري السابق إلى التقليل من أهمية تجمع هاريس عبر تنظيم تجمع انتخابي من جانبه أمام مجموعة من أنصاره في منتجع مارالاغو في فلوريدا.
وجاءت تصريحات ترامب ضمن محاولاته التخفيف من حدة جدل أثاره تجمعه الانتخابي الذي أقيم في قاعة «ماديسون سكوير غاردن» في نيويورك، حيث وصف فكاهي مؤيد له بورتوريكو بأنها «جزيرة عائمة من القمامة».
وأشار ترامب إلى أن ذلك التجمع كان «مهرجانا للحب»، وهي العبارة ذاتها التي استخدمها في وصف أعمال الشغب ضد «الكابيتول»، فيما اعتبر أن الرسالة التي تحملها هاريس «هي رسالة كراهية وانقسام».
ولاحقا، شارك ترامب في تجمع في مدينة ألينتاون الصناعية في بنسلفانيا التي يرجح بأن تكون الأكثر أهمية من بين الولايات السبع الحاسمة التي يتوقع أن تحدد نتيجة الانتخابات، علما بأن المدينة تضم جالية كبيرة لأشخاص يتحدرون من بورتوريكو.
وتطرق ترامب إلى ورود تقارير عن قيام سلطات بنسلفانيا بتجميد مئات استمارات تسجيل الناخبين للاشتباه بأنها مزورة.
وقال المرشح الجمهوري في منشور له على منصة «إكس»: «أشياء سيئة حقا. ما الذي يجري في ولاية بنسلفانيا؟».