إن مسيرة الحياة ستستمر والمجتمع ينبض بالحياة ويمتلأ شوقا إلى السبق في مضمار التحضر، والتربية أهم وسيلة لإجراء حركة التغيير الجذري في حياة المجتمع نحو الأفضل والأنفع، ولكي تستقطب التربية اهتمام العلماء والشباب وكل أفراد المجتمع، لا بد أن تقوم على أسس واضحة وأهداف حكيمة وتخطيط سليم وإيمان ووعي وإخلاص القائمين بشؤونها.
وقد جاءت السياسة التربوية والتعليمية في الكويت منطلقة من هذا المفهوم، لأهمية التربية ودورها في حياة الأمم، حيث أعطت الدولة الشباب الفرصة كاملة لينهل من العلم بلا حدود ومن الخبرة أغزرها وأهمها فائدة، ومع عصر التزايد المعرفي والتطور العلمي والتكنولوجي والتسابق الحضاري لا بد لنا أن نحافظ على أصالتنا التي تستمد جذورها من عقيدتنا السامية بكل ما فيها من قيم ومثل نبيلة مع ربط تلك الأصالة بأهم الإنجازات العلمية، وخلق التوازن بين الأصالة والتجديد لنحافظ على تراثنا وقيمنا ونستفيد من معطيات العصر في مجالات العلم والبحث والمعارف الإنسانية، وتطويع الأفكار الخصبة التي تعطيها لنا الحضارة المعاصرة بما يتلاءم مع عقيدتنا ونظرتها للكون والإنسان والحياة لنخلق الشخصية المتميزة والمستقلة بإرادتها.
ونـــأمل أن تستمر مسيرتنا التربوية والتعليمية في إعـــداد الشباب الواعي المحصن بالتعليم والتثـــقيف والقادر على القيام بالدور المؤهل له في مجتمعه ليصل إلى أقصى درجات الرقي والتحضر.