لاشك ان طباع البشر وصفاتهم وسلوكياتهم تختلف عن بعضها البعض يضاف اليها التجارب والخبرات ومستوى التعليم والظروف المحيطة والنشأة والتربية. كل هذه الأمور مجتمعة كانت او متفرقة تخلق معها طريقة تشكيل الشخص ومدى استيعابه وتعامله وطريقة تفكيره في كيفية التعامل مع الآخرين خصوصا في قضية الكلام والكلمات التي تخرج في أحيان كثيرة امام الناس ويكون فيها تجريح او إساءة او تقليل من شأن الأشخاص.
والمشكلة في أحيان كثيرة أنها اذا كانت من غير مقدمات وبشكل مفاجئ تجد الواحد منا غير قادر على الرد من هول الصدمة، او تقديرا واحتراما للحاضرين، فهذه المواقف يعرف من خلالها الافراد ومدى تحملهم وامتصاصهم للغضب والتصرف بحكمة، وطبيعي ان يحدث العكس ويكون الرد بتجريح وإساءة اكبر وربما يتطور الحال ويتعدى مرحلة الكلام إلى غير ذلك.
وهذه أمور تحدث كل يوم ونسمعها ونراها في الدوائر الحكومية بين الموظفين والمراجعين او في الدواوين في بعض النقاشات الحادة ونجدها حتى في الأماكن العامة والأسواق ووسائل النقل والمواصلات، وهذه طبيعة البشر وكل إنسان يحمل في داخله الكثير من الهموم والمشاكل التي تؤرقه، الامر الذي يجعله غير قادر على التكيف معها والسيطرة على حواسه وانفعالاته.
ان الكلمة التي تخرج بعناية وبتأن لها تأثير على النفس البشرية، واذا صدر منك كلام طيب لا تتوقع ان الذي امامك سيوجه لك كلاما غير طيب والعكس صحيح، فالكلمة اذا خرجت فإنها كالرصاصة لا يمكن ان تعود، والذي لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك فالكلام الذي يغضبك يغضبهم، وما يسعدك يسعدهم، فالكلام الجارح يؤذي الانسان ويجعله لا يستطيع النوم ويعيش حالة من التشتت والحزن وربما انك لا تعلم انك آذيته، لان الناس مثلما ذكرنا في السابق يختلفون في كل شيء، فهناك من يتحمل ويطوف وينسى او يتجاهل، وهناك من يدقق و«يتحلطم».
لذلك، فلنحرص جيدا على اختيار عباراتنا وما يخرج منا من كلام، فالكلمة وقعها وتأثيرها كبير خصوصا اذا كانت بين الأهل والاقارب والأصدقاء، فالحذر والحرص مطلوبان، وذلك واجب حتى لا يصيبك ما أصاب الآخرين.
[email protected]