مع المخاوف التي أثارها تأخر هطول الأمطار لدى المزارعين خصوصا لما لها من آثار على تراجع الموسم الزراعي الشتوي، عزا خبير بالأرصاد الجوية غياب المنخفضات الجوية عن المنطقة وانتقالها إلى مناطق غرب المتوسط، إلى التغييرات المناخية.
وقال رئيس مركز التنبؤ بالأرصاد الجوية شادي جاويش في حديث لموقع «أثر» إن «إحدى نتائج التغيرات المناخية أدت إلى تغيرات منظومات الضغط الجوي المعتادة التي تؤثر على شرقي المتوسط خلال فصل الخريف، وبالتالي وجود ضغط جوي مرتفع في الطبقات العالية من الجو شمال شرق القارة الإفريقية منع تطور المنخفضات شرق المتوسط، وهذا أدى إلى تأخر هطول المطر»، متابعا: «كان واضحا على خرائط الطقس خلال الفترة الماضية تطور معظم المنخفضات غرب البحر المتوسط وأمطار غزيرة غير معتادة في مناطق المغرب العربي وإسبانيا».
وكانت قد حذرت الأرصاد الجوية عبر صفحتها على «فيسبوك» من التباين الحراري الكبير بين النهار والليل مع أجواء باردة ليلا خاصة في المناطق الجبلية، ومن تدني مستوى الرؤية الأفقية بسبب تشكل الضباب في أغلب المناطق خاصة يوم الاثنين. وأشار جاويش إلى انخفاض طفيف سيطرأ على درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة مع فرص لهطولات مطرية.
وكان رئيس الجمعية الفلكية السورية د.محمد العصيري أوضح في وقت سابق أن سورية قد تشهد عواصف متطرفة هذا العام، مبينا أن الطقس في المنطقة كلها بدأ يظهر تحولا في طبيعته بسبب الاحتباس الحراري.
وفي الأثناء يترقب المزارعون بريف حمص هطول الأمطار ليبدأوا بالتحضير لزراعة الموسم الشتوي، لكن الأحوال الجوية لا تدعو إلى التفاؤل، خاصة مع تأخر هطول الأمطار حتى الآن.
وينقل موقع «عنب بلدي» عن مزارعين، أنهم لن يتمكنوا من زراعة العدس والشعير في أرضه قبل هطول كميات وفيرة من الأمطار.
كذلك الأمر بالنسبة للأراضي المزروعة بالزيتون، حيث تحتاج إلى هطولات مطرية جيدة قبل البدء بجمع المحصول وعادة ما ينتظر المزارعون هطول أمطار الخريف قبل جني الزيتون، حيث يعتقد انه يزيد من ما يحتويه من زيت.
ويحتاج القمح أيضا إلى كميات وفيرة من الأمطار كي ترتوي التربة قبل زراعته، حيث ينقل الموقع عن أحد المزارعين في حمص، أنه في حال تأخر المطر حتى منتصف نوفمبر، فإنه سيسقي أرضه باستخدام مياه الآبار، ليبدأ بعدها بالزراعة، الأمر الذي يكلفه مجهودا ومبالغ إضافية.
ويرى مهندس زراعي بريف حمص أن المحاصيل الاقتصادية كالبصل والثوم وحتى القمح واليانسون، تستحق أن يتكلف المزارع لريها حتى هطول الأمطار، فهذه المحاصيل مردودها جيد ويمكن أن يعوض أجور للسقاية، بحسب موقع «عنب بلدي».