مع دخول فصل الشتاء يبحث السوريون عن وسائل تعينهم على مواجهة البرد القارس، بعد ان عز عليهم الحصول على مازوت التدفئة لندرته أولا وارتفاع اسعاره في حال وجد في السوق السوداء، لدرجة لا تمكن اصحاب الدخل المحدود من شرائه.
وفيما يلجأ كثيرون إلى الحطب او «البيرين»، وجد آخرون في «الحصيرة الكهربائية» بديلا معقولا لمواجهة البرد، في الساعات القليلة التي تتوافر فيها الكهرباء.
وينقل موقع «أثر» عن احدى ربات البيوت قولها: «استغنينا عن صوبيا المازوت منذ سنوات فليس لدينا القدرة على تحمل سعر المازوت الذي بات مرتفعا فسعر الـ 50 لتر بات بـ 500 ألف، وبتنا نعتمد على الحطب والحصيرة الكهربائية في حال أتت الكهرباء».
ويؤكد موظف: «صوبيا المازوت لم أستخدمها منذ عامين، وأسعار صوبيا الحطب مرتفعة، لذلك أفكر أن أشتري هذا العام حصيرة كهربائية، علما أنه لا توجد كهرباء أيضا، لكن في حال أتت ساعة أو ساعتين تخزن الحرارة وتبقى دافئة قليلا»، وقال «الكحل أحسن من العمى».
صاحب أحد المحال في سوق الكهرباء في دمشق، يقول: «الناس بدأوا يطلبون الحصيرة الكهربائية نظرا للوضع الاقتصادي وعدم قدرة البعض على تأمين المازوت بعد ارتفاع سعره»، محذرا من أن «استخدام الحصيرة الكهربائية يحتاج إلى الانتباه فيجب إطفاؤها أثناء النوم وبعد الخروج من المنزل لأن صناعتها محلية وهي غير مراقبة أثناء التصنيع على عكس الحصيرة الكهربائية التي كانت تستورد من الخارج (كوري، تايلندي) وهي الآن غير موجودة وتوقف استيرادها بسبب ظروف الحرب ولم يبق سوى التصنيع المحلي».
ويقول صاحب محل آخر بحسب موقع «أثر» إن الحصيرة الكهربائية برغم خطورتها والحذر منها إلا أنه يوجد إقبال على شرائها، مضيفا: «الناس يشترونها لأن ليس أمامهم خيار آخر فهي تبقى ساخنة بعد انقطاع الكهرباء لمدة ساعة ونصف».
وفي السياق نفسه، أوضح رئيس الجمعية الحرفية للأدوات الكهربائية هيثم حوراني، في تصريح لموقع «أثر» أن مصدر الحصيرة الكهربائية المتواجدة في الأسواق محلي، متابعا: «سابقا كان لدينا استيراد خارجي (كوري وتايلندي وبرازيلي)، فالأجنبي أفضل طبعا لأن له معايير سلامة وأمان ومدروس أكثر، أما الأنواع المحلية من الحصيرة فلا توجد معامل خاصة بها وممكن أن تصنع ضمن ورشات وهي غير مراقبة وغير مدروسة».
وبحسب رئيس الجمعية الحرفية للأدوات الكهربائية، توجد من الحصيرة المحلية مقاسات وسعرها يبدأ من 125 ألفا للصغيرة و200 ألف للكبيرة أما المستوردة في حال وجدت فهي أقل خطورة، وسعرها يبدأ من 500 ألف ل.س.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن أسعار المدافئ في أسواق دمشق سجلت ارتفاعا مع اقتراب فصل الشتاء، إذ تراوح مثلا سعر مدافئ الحطب بين 2 – 8 ملايين ل.س، وتراوح سعر مدفأة المازوت بين 400 – 800 ألف بحسب الماركة والحجم، أما سعر مدفأة الصالونات الكبيرة (مازوت) فيتراوح بين 3 – 5 ملايين ل.س بحسب الماركة المسجلة والحجم والموديل، بوقت تبدأ أسعار مدافئ الوقود الحيوي من 2 مليون ل.س، وكذلك مدافئ الكهرباء تبدأ أسعارها من 2 – 2.5 مليون وتتغير بحسب الحجم والماركة وإن كانت تحتوي على توربين (مروحة هواء ساخن).