هناك صنفان من الشعوب، شعب بدائي غير متحضر متخلف عن ركب العلوم الإنسانية والتكنولوجيا والتطور التقني، وشعب متفوق متقدم في كل جوانب العلم والحضارة قادر على صنع الحياة.
إذا اردنا ان نصنف الافراد والشعوب لابد أن نأخذ بعين الاهتمام وضع مجموعة من القيم والمعايير التي تساعدنا على الفرز الصحيح لهذا وذاك حتى لا يتحول التصنيف من تجربة علمية دقيقة إلى انتقاء مزاجي مبني على الاهواء.
ومن أهم هذه المعايير التي ينبغي أن ندرسها ونختبرها جيدا أنماط التفكير وأنظمة الحكم والإدارة والعلاقات الاجتماعية والقواعد الأخلاقية والدينية، فإن الشعوب المتخلفة تهتم بقضاء الحاجات المعيشية الأساسية ولا تلقي بالا بالعنصر البنائي للحياة، فلا تهتم بالعمارة والصناعة والزراعة وإعمار الأرض وبناء الانسان، ولذلك فإن نمطها الفكري عالق في عجلة متوقفة عند مؤشر الزمن الماضي فقط دون أن يكون لها أي اسهام في صناعة الحاضر واستشراف المستقبل.
ينبغي لنا ان نخلق حاضرا جميلا ونزرع بذور المستقبل الواعد بالتدبير والإدارة والحوكمة الابداعية والعلاقات الاجتماعية النزيهة من كل دنس وفاحشة، وكل ذلك يجد أزهاره في نظام متكامل يصنع الحياة الايمانية التي تؤمن بالله وتجعله مركزا لفعل الخير وحب الآخرين والدفاع عن المظلومين وردع الظالمين فالحياة لا تزدهر بالأمنيات بل بالعمل الصادق والاستثنائي وبالقيم المنزهة عن كل فساد.