مشكلتنا في الكويت واضحة للعيان بعدما أصبح لدينا غالبية عظمى «إعلاميون» في زمن «السوشيال ميديا»، وتتلخص في البعض من المنافقين ونافخي الكير والمتسلقين والمسترزقة، إلا من رحم ربي. بعد غياب الحقيقة وإخفاق «ترمومتر» الدقة، وفقدان بوصلة الموضوعية وانفلات المسؤولية وضياع الحيادية مع كثرة الخدمات والمنصات الإعلامية والبرامج التلفزيونية السياسية، ولعل ما نشاهده هذه الأيام من تجاوزات يؤكد تشتت الرأي وارتفاع معدل الفوضى والاستهتار عند البعض بشكل واضح، بحثا عن الإثارة وتصفية الحسابات على حساب المصلحة العامة، وتغليب المصالح الخاصة.
مشكلتنا في الكويت تفاقمت وتشعبت بعد ازدياد مسمى «إعلامي» في زمن انتشار وسائل التواصل، حتى أصبحت ظاهرة يتباهى بها كل من يصور ويهرف هنا وهناك، حيث الانفلات الإعلامي والفوضى المدمرة تحت بند حرية الرأي، وهذه الثقافة التي لا يفهمونها ولا يجيدونها حتى تغلغلوا وتمددوا وتعايشوا على أنهم إعلاميون في هذا الزمن، وأصبح بعضهم السبب الرئيسي لفساد الوطن لأنهم يقتاتون ويعتاشون على تلك الفضلات وينفذون الأجندات والتعليمات المطلوبة منهم لتدمير البلاد عبر ما يملكونه من أدوات تسهل لهم كل المهمات حتى لو كانت خارج نطاق التغطية! ولاعزاء للوطن، وكان الله في عون المواطن.
ونادرا أن تشاهد المذكورين أعلاه يكتبون أو ينشرون أخبارا فيها مصلحة عليا للبلاد أو منفعة خاصة للعباد، بل أجندات مدروسة ومخطط لها ويظهرون عند كل حدث أو قضية ما عندما تأتي التعليمات والتوجيهات لهم.
الأدهى من ذلك أن هناك من يصدق هذه الأكاذيب والشائعات المغرضة والتحليلات السخيفة كأنها حقيقة في علم الواقع.
وفي ظل وجود مثل هؤلاء من السهل أن تلفق الاتهامات وتقلب الحقائق، وليس كل من «مسك المايك» أو صور في «سناب شات» أو كتب تغريدات أصبح إعلاميا، والإعلام بريء من كل من لا يحترم المهنية الأخلاقية التي تعزز مفهوم أن الإعلام حرية ومسؤولية في الوقت نفسه، ولم تكن ذات يوم حرية دون مسؤولية، هذا للعلم.
ثقتي بالله كبيرة، ثم في وزير الإعلام النشط الفاضل عبدالرحمن المطيري والأخ العزيز لافي السبيعي الوكيل المساعد في تبني ووضع قوانين ولوائح تنظيمية صارمة وهادفة تفرض المهنية وتعزز الشفافية والمصداقية، ولا تقبل الاستمرارية لكل منصة إعلامية فاشلة لا تلتزم بالمواثيق والأعراف الصحافية والقيم الأخلاقية!
نأمل ألا تستمر هذه الفوضى العارمة، فقد سئمنا عدم الحيادية في التعاطي مع الأخبار في ظل غياب المهنية الأخلاقية بالطرح وإقحام اسم الكويت في أخبار قد تتسبب في مشاكل سياسية سواء مع دول شقيقة أو صديقة، ونرجو أن يكون هناك خط إعلامي وطني واضح ومتزن يضع البلاد نصب عينيه عند طرح كل قضية أوخبر.
مختصر مفيد: الصحافة والإعلام مسؤولية وحرية ليست مطلقة، ورقابة ذاتية مضمونها المصداقية وديدنها الاحترام عكس ما نشاهده من البعض الآن الذين يختفي بعضهم بعض الوقت ثم يعود «ليلمز فلانا وينعت علانا» ثم يغيب الثاني وهكذا!
ودمتم بود.
M_TH_ALOTAIBI@