لا شك أنه بحلول عام 2025 سيتواجد لدينا أكثر من مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و26 سنة، وسيكون هؤلاء الشباب بأمس الحاجة إلى العديد من الخدمات، إضافة إلى حصولهم على فرص التعليم الجيد والعمل والسكن المناسبين والصحة بخدماتها المتنوعة، وكذلك لوسائل الترويح.
لذلك تبرز لدينا مشكلة هذه المرحلة لتصبح من أصعب المراحل السنية حساسية لما فيها من التعقيدات التي تدخل شبكة الانفعالات والاضطرابات المتغيرة باستمرار، الأمر الذي يحتم علينا أن نقوم بإجراء العديد من البحوث والدراسات السيكولوجية والنفسية والإرشادية والتربوية لتوجيه طاقات هؤلاء الشباب حتى يتخطوا مخاطر هذه المرحلة الصعبة والدقيقة من حياتهم.
وفي عام 1980 قامت الأمم المتحدة مشكورة بتخصيص عام 1985 وتسميته عاما دوليا للشباب، وكان الهدف الأساسي من ذلك تشجيع شباب العالم الناهض ودمجه بالمشاركة الفعلية في أمور حياته المتنوعة، كما جاء بعد ذلك الكثير من الأنشطة الهادفة والمدروسة بشكل متناسق، حيث خصصت أيضا سنة دولية للمرأة وللطفل والمعاقين والمسنين، كما تم أيضا إشراك المزيد من البرامج الهادفة اجتماعيا وتنمويا كالبيئة ومحاربة الجوع والفقر وتأمين الغذاء ومصادر الماء... الخ.
نتوقف عند نقطة معينة، ونتساءل: لماذا كل ذلك الزخم من التعقيدات؟ ألم يكن الأجدر بالدارسين والباحثين والاختصاصيين الاجتهاد في وضع برامج مقننة يتم تقييم نتائجها في ضوء الدراسات والتحليلات المختلفة حتى يمكن عن طريقها تصدير الخبرات والمعلومات بين الدول بعضها البعض ليتم تطويق كل المشاكل التي يعاني منها الشباب وتحفيز طاقاتهم وتحويلها إلى برامج عمل تحقق كل طموحاتهم وتقضي على سلبياتهم حتى يغدو هؤلاء الشباب أكثر تفاؤلا وإيمانا بالمستقبل الذي ينتظرهم وليكونوا أكثر فاعلية وإيجابية في بنائه.