تأتي زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى بلده الكويت في سياق الزيارات الأخوية الراسخة، فتلك الزيارة تشكل أهمية بالغة على صعيد البلدين، وتضيف بعدا طيبا لتعزيز العلاقات التاريخية وعلى أكثر من صعيد.
فدولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر أكبر شريك تجاري لدولة الكويت بناء على حجم التبادل التجاري الذي تجاوز العشرة مليارات دولار منذ بداية العام 2024 حتى تاريخه. كما بلغ التبادل التجاري غير النفطي للعام 2023 نحو 12.2 مليار دولار. وحصة الإمارات من تجارة الكويت مع مجلس التعاون 55%، وحصة الإمارات من تجارة الكويت مع الدول العربية مجتمعة 46%. وفي نتائج سابقة بين العامين 2019 - 2023، بلغت استثمارات الإمارات المتدفقة للكويت 1.1 مليار دولار، وبلغت استثمارات الكويت في الإمارات للفترة نفسها قيمة 194.7 مليون دولار. وبناء عليه، فإن تلك الأرقام تؤكد قيمة الشراكة بين البلدين وتعززها وتضفي بعدا ومستقبلا مزدهرا لزيادتها لتصبح من أهم الشراكات التجارية في المنطقة والعالم.
كمــا تأتي الزيارة تأكيدا لعــلاقة النســب والدم التي كانت استمرت منذ عقود ماضية على المؤسسين الأوائل واستمــرت حتى يومنا الحاضر على يد القادة الرواد الحاليين، حفظهم الله وسدد على الخير خطاهم، وتأتي الزيارة للتشاور لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
إن تلبية دعوة الزيارة من قبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدعوة أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تعبر عن تقدير وحب كبيرين للكويت وقيادتها، وتأتي في خضم ظروف دولية وشرق أوسطية بالغة الحساسية، كما أن هذا النوع من الزيارات ليس غريبا على البلدين في ظل الزيارات المشتركة على أعلى المستويات التي لم تنقطع يوما، بل زادت من وتيرتها لتصب في المصلحة المشتركة. وتأتي الزيارة للتنسيق والتشاور في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ولعلنا هنا نذكر أن السياحة بين البلدين، خاصة في فصل الشتاء، لها أهمية بالغة، حيث تتميز بطابع ونكهة خاصة، فالكويتيون يقبلون على زيارة دبي وأبوظبي، وهما وجهتان مفضلتان للكثيرين منهم في جميع أوقات السنة.
والعكس صحيح أيضا، حيث يفضل الإماراتيون زيارة الكويت، نظرا لما يجدونه من راحة ومتعة في زيارة دولة الكويت وقضاء وقت ممتع.
نســأل اللــه التوفيــق لقادة البلدين في هذه الــزيارة الميمــونة، وأن يسـدد الله على الخير خطاهم لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. والله ولي التوفيق.
[email protected]