بيروت - زينة طباره
قال النائب أديـب عبــد المسيـــــح إن «التحليلات العسكرية والسياسية المحلية منها والدولية، أجمعت على أن الأسابيع التي تسبق التسليم والتسلم في البيت الأبيض لن تكون فترة نقاهة في لبنان، لذا علينا كلبنانيين مسؤولين أمام الله والتاريخ أن نعمل على تطويقها لتفادي المزيد من الدمار والتهجير وسفك الدماء، خصوصا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحاول الاستفادة من الوقت الضائع لمتابعة ما بدأه في 23 سبتمبر الماضي، فيما إيران مصرة على مواجهة إسرائيل بواسطة وكيلها حزب الله، والقتال ضدها في جنوب لبنان».
وأضاف عبد المسيح في حديث إلى «الأنباء»: «لبنان عالق بين فكي كماشة، وما عاد يحتمل المزيد من الانهيارات على المستويات كافة، وبالتالي على رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يكسر القيود ويبادر انطلاقا من كونه المفاوض الشرعي عن حزب الله، إلى إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد، حقنا للدماء ورأفة بما تبقى من مقومات الدولة اللبنانية.
فالولاء للمحور الايراني لا يعني أن نرفع أيادينا استسلاما أمام مشيئة الحرس الثوري، ونقف بالتالي متفرجين على دمار لبنان وموت اللبنانيين».
وردا على سؤال، قال عبد المسيح: «صحيح ان عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تبعث على الأمل، خصوصا انه وعد بإحلال السلام في المنطقة، لكن أن ننتظر المتغيرات الدولية الإيجابية لقطف ثمارها في الداخل اللبناني، ضرب من الهيستيريا والجنون، والتسليم بمقولة لبنان دولة متلقية لا مبادرة.
ولابد بالتالي ان نعود كلبنانيين مسؤولين ومواطنين إلى الولاء للبنان أولا، على أن تكون أولى إشارات هذه العودة انتخاب رئيس للجمهورية قبل وقف إطلاق النار لا بعده. وانتظار سكوت المدفع يدفع بلبنان خطوات إلى الوراء، حيث أتون النار يلتهم البلاد بما فيها.
ورئاسة الجمهورية ليست مجرد موقع بسيط في هرمية الدولة، بل هي الرأس المدبر والمنظم للعمل المؤسساتـــي، ودرع الحماية للبنان الدولة والكيان والدستور، والوحيدة القادرة على فرض الإرادة اللبنانية في المحافل الدولية. ولابد من انتزاع قرار بوقف فوري لإطلاق النار، ومن الجنون بالتالي أن تستمر البلاد عالقة في صلب معادلة قاتلة ألا وهي لا رئيس ولا وقف لإطلاق النار».
وفي السياق عينه، تابع عبد المسيح قائلا: «تفاجأنا بتشكيك أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بقدرات المؤسسة العسكرية، وبحملات إعلامية على قائد الجيش العماد جوزف عون، في محاولة يائسة أولا لتقزيم قدرات الجيش بهدف تبرير وجود السلاح غير الشرعي والتأكيد على أنه غير قادر على تطبيق القرار الدولي 1701 واستلام الأمن في الجنوب، وثانيا لتشويه صورة قائد الجيش في سبيل إخراجه من السباق الرئاسي وقطع طريق بعبدا عليه».
وتابع: «كان أجدى بالشيخ قاسم أن يعتذر من اللبنانيين عموما ومن أهالي الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية خصوصا، عن القرار اللاحكيم بمساندة غزة، لا أن يطالب الجيش بتقرير مفصل حول الإنزال الاسرائيلي في البترون، خصوصا أن مساءلة الجيش ممثلا في الحكومة بوزير الدفاع، من اختصاص مجلس النواب لا قادة الدويلة الإيرانية المسلحة».
ودعا عبد المسيح الكتل النيابية إلى التجمع والاعتصام داخل القاعة العامة لمجلس النواب على مدى يومين أسبوعيا، «اعتراضا على عدم دعوة النواب من قبل الرئيس بري إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بدورات متتالية، وعلى عدم اتخاذ قرار سريع بوقف إطلاق النار من طرف واحد، وتكليف الجيش بالانتشار في جنوب الليطاني».