دمشق - هدى العبود
اختار الكاتب والمخرج المسرحي تمام العواني تقديم عرضه المسرحي «حكاية أبو نزهة» ليعيد جمهور مسرح قصر الثقافة بحمص إلى مسيرة بائع كتب استوطن وسط المدينة لعقود من الزمن حتى أصبح معلما ثقافيا وتراثيا مهما.
العرض الذي نظمه المسرح القومي في حمص تناول حكاية «ممدوح الحزوري» الملقب بـ «أبو نزهة» الذي افترش الرصيف وسط المدينة، حيث اعتاد أهالي حمص ومثقفوها وطلابها شراء الكتب والملخصات منه لأكثر من 3 عقود، لكن البلدية تنذره بضرورة إخلاء المكان بحجة أنه يزعج السياح، فيهيم «أبو نزهة» في حيرة من أمره يناجي المسؤولين بالوسط الثقافي والبلدية لعله يجد حلا، لكن من دون جدوى، ويقترح عليه أحد أصدقائه أن يستثمر عربة أبيه فيجول الشوارع والأحياء ليبيع الكتب وألعاب الأطفال، لكن لا أحد يشتري كتابا، حتى يدخل اليأس قلبه ويتملكه الحزن والخيبة.
وفي تصريح للإعلام، أشار العواني إلى أن العرض يسلط الضوء على قيمة الكتاب، وأهمية ما يسمى بمكتبات الأرصفة التي باتت تشكل معلما تاريخيا مميزا في كثير من بلدان العالم لكونها تستقطب رواد الأدب والمثقفين والمهتمين بالقراءة.
ورأى الناقد المسرحي حسن عكلا، أن العرض جعل شخصية «أبو نزهة» التي تمثل جزءا من ذاكرة حمص حاضرة على الخشبة بشكل ممتع ولطيف، حيث تجانست العناصر المسرحية والفضاء المسرحي وبناء الشخصية والإيقاع العام للعرض باستخدام الإضاءة والمؤثرات الموسيقية، مبينا أنه يجب إعادة النظر ببعض العناصر المكملة للعرض ليصل إلى وحدة عضوية تجمع هذه الفنون بجسد عرض واحد ممتع.
بدوره، لفت الفنان المسرحي عبدالكريم عمرين، إلى أن العرض يركز على ابتعاد الناس عن القراءة، معتمدا على شخصيات عميقة بأسلوب الكوميديا السوداء بعيدا عن إرهاق الفكر.
وكان للناقد الفني ربيع العبود رأي آخر، فقال لـ «الأنباء»: مع الأسف تغلق المكاتب ليحل مكانها دكاكين الشاورما وبيع الجرابات والملبوسات وأي شيء هدفه الربح، ولم يعد حتى لدمشق بهجتها بمكتباتها الشهيرة التي أغلقت، والبلد الذي يفضل أي شيء على قراءة كتاب يكون مستقبل أبنائه السواد، والبلدان الأوروبية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت تبحث عن القضاء والثقافة والتعليم، لأنه في حال انهارت منظومة التعليم والثقافة والقضاء العادل انهارت الدولة.