بقلم سفير سلطنة عمان د.صالح بن عامر الخروصي
تحتفل بلادي سلطنة عُمان في هذا اليوم 18 نوفمبر بالذكرى الـ 54 للنهضة الحديثة التي بدأها السلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) في عام 1970 ويستكملها جلالة السلطان هيثم بن طارق، حفظه الله ورعاه، منذ مستهل عام 2020.
يمثل هذا التاريخ علامة فارقة في تاريخ عُمان المعاصر، إذ حققت البلاد منذ 1970 إنجازات كثيرة في مختلف جوانب الحياة، أعادت لها مكانتها إقليميا ودوليا، ولا عجب في ذلك فقد كانت عمان معروفة منذ فجر التاريخ بمكانتها الحضارية بين الأمم.
وقد كان لموقعها الجغرافي الاستراتيجي دور بارز في ريادتها في الملاحة والتجارة ونمو علاقاتها مع كافة القوى الإقليمية والدولية.
إن مسيرة سلطنة عُمان خـــلال الـ 50 عاما الماضية تؤكد أنها انطلقت من قاعدة صلبة، وقد استمرت خلال السنوات الأربع الماضية في تحقيق معدلات نمو جيدة، وزيادة في الإيرادات العامة نتج عنها فائض بأكثر من مليار دولار منذ بداية هذا العام حتى شهر أغسطس، وتجاوز حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة 60 مليار دولار، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على التصنيف الائتماني للدولة.
إن المبادئ التي تنطلق منها سلطنة عمان فيما يتعلق بالسياسة الخارجية تتمثل في الحياد الإيجابي، والعمل مع المجتمع الدولي على احترام سيادة الدول، والوقوف مع القضايا العادلة، وحق تقرير المصير للشعوب.
إن العلاقات التي تربط بين بلادي سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة هي نموذج للعلاقات الأخوية الراسخة المبنية على أسس من التاريخ المشترك والرؤى المستقبلية المتماثلة لتحقيق ما يرجوه مواطنو البلدين الشقيقين.
إن واقع العلاقات الاقتصادية بين البلدين وفقا للأرقام والاحصائيات تشير إلى ارتفاع في حجم التبادل التجاري، فقد بلغ في عام 2022م 281 مليون ريال عماني، وتضاعف في عام 2023 ليصل إلى 876 مليون ريال. وفي العام الحالي 2024 تجاوز مليار ريال عماني (حتى نهاية يوليو من هذا العام).
أما في الجانب السياسي، فإن سياسات البلدين وجهودهما الديبلوماسية تعملان جنبا إلى جنب في تناغم وتعاون كبير، وينطبق الأمر ذاته على مختلف جوانب العمل الثنائي.
إن ما تم تحقيقه من تطور وتقدم في كل مجالات العمل الثنائي كان نتيجة لتوجيهات مباشرة من عاهلي البلدين جلالة السلطان هيثم بن طارق وأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظهما الله ورعاهما.
وقد كللت الزيارتان المتبادلتان بين قائدي البلدين خلال هذا العام بالارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق رحبة تجسدت على أرض الواقع، وكان من ثمارها افتتاح مصفاة الدقم بشراكة بين البلدين.
كما تم توقيع 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا جرى التوصل إليها خلال العام الحالي والعام المنصرم شملت مجالات اقتصادية وتنموية وثقافية وعلمية .. إلخ.. جرى توقيع كثير منها خلال انعقاد الدورة التاسعة والدورة العاشرة للجنة العمانية - الكويتية المشتركة.
ختاما، فإننا على يقين تام من أن العلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين تمضي لتحقيق مزيد من التطور والنماء، لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.
وكل عام والجميع بخير.