الآن وقد دخل فصل الشتاء بأمطاره وبرده خاصة في المناطق الجبلية الباردة جدا، وسط انعدام تام لوسائل التدفئة هذا العام، مع فقدان المازوت الذي لم يوزع سوى لـ 10% من مستحقيه في بعض المحافظات وانقطاع شبه تام للكهرباء، يتحول الحطب إلى بديل جيد لمن استطاع لدفع ثمنه بديلا.
وينقل موقع تلفزيون «سوريا» عن أحد سكان جبلة في اللاذقية، قوله إن «هذا العام لا وجود لوسائل التدفئة، فالمازوت المدعوم (والذي لا تتجاوز حصة الاسرة 50 لترا)، لا تكفي شهرا واحدا، لم يوزع بعد وإذا فكرنا بشراء المازوت الحر فالمادة قليلة واللتر يتراوح بين 20 و25 ألف ليرة سورية، أي أن سعر البيدون (20 لترا) بـ 500 ألف ليرة، وهو لا يكفي خلال أيام البرد لأسبوع واحد».
وتابع: «نحتاج لأكثر من مليوني ليرة للتدفئة فقط خلال شهري ديسمبر ويناير، في حال قررنا التدفئة على المازوت بشكل مقنن، وهذا لا يتناسب أبدا مع الظروف المعيشية الحالية».
وسبق أن أفاد مدير شركة محروقات فرع اللاذقية التابعة للنظام، بأن «توزيع مازوت التدفئة هذا العام قد يستغرق 27 شهرا»، وذلك بسبب نقص في المادة وزيادة عدد السكان بالمحافظة بعد نزوح اللبنانيين، نتيجة للحرب.
مواطن آخر، أكد لذات الموقع، أنه يجمع منذ شهرين الكرتون ويشتري النشارة من منشار الخشب بهدف التدفئة خلال أيام البرد القارس، قائلا: «هذا العام من أكثر الأعوام بؤسا، معظم وسائل التدفئة متوفرة لكن بأسعار خيالية».
وأضاف المواطن الذي يسكن في صلنفة، التي تعد من أكثر مناطق اللاذقية برودة، أنهم معتادون على التدفئة بمدافئ الحطب، لكن باتت أسعار الحطب مرتفعة جدا، فضلا عن الخطورة في عملية نقلها والتي أصبحت شبه مستحيلة.
وأشار إلى أن طن حطب السنديان والصنوبر بـ5 ملايين و500 ألف ليرة سورية، وحطب الليمون بـ4 ملايين و300 ألف، وحطب اللوز بمليوني ليرة و700 ألف، لافتا إلى أن هذه الأسعار ما عدا أجور النقل، إذ يصل طن الحطب إلى 10 ملايين ليرة تقريبا.
وتحتاج العائلة إلى أربعة أطنان من الحطب في هذه المناطق الباردة، أي إلى نحو 40 مليون ليرة، في حال أرادوا التدفئة بشكل معقول، متسائلا: «من أين يستطيع المواطن العادي في هذه المحافظة الفقيرة حرق 40 مليون للتدفئة»، مردفا: «لو معي 40 مليون ما بقيت بهل البلد لحظة».
وتأمين الحطب وقطعه من دون رخص نظامية يؤدي إلى السجن مع غرامة مالية، وفق أحد سكان ريف اللاذقية، قائلا: «كنا في الأعوام السابقة نقطع الأشجار من سواقي الأنهار ونجففها في الصيف ونتدفأ عليها في فصل الشتاء، أما الآن بعد احتكار التحطيب ونقله وبيعه، أخشى قطع الأشجار حتى من أمام منزلي».
وسبق أن أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اكتوبر الماضي، قرارا يقضي برفع سعر المازوت المدعوم للتدفئة من 2000 ليرة إلى 5000 ليرة.
يشار إلى أن وزارة النفط أعلنت عن بدء التسجيل على مازوت التدفئة عن موسم 2024-2025، منذ 25 سبتمبر الماضي، ومخصصات كل عائلة لا تتجاوز 50 لترا فقط لكل فصل الشتاء.