النقل والتجارة يرتبطان ببعضهما البعض ارتباطا وثيقا، لأن التجارة تعتمد اعتمادا كبيرا على النقل وهناك موارد يتم نقلها من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك كالغاز والبترول والحديد والنحاس ومحاصيل زراعية كالمطاط والشاي والبن والقطن والجوت والقمح وغيره من المواد التي تفيض عن حاجة الاقليم المنتج لها، وهذه الموارد لا تخرج من موطن إنتاجها إلى مناطق الاستهلاك الأخرى إلا إذا توافرت لها سبل النقل المختلفة سواء كان نقلا بحريا أو نقلا بريا أو جويا أو عن طريق الأنابيب كالبترول والغاز.
وتزايدت أهمية النقل البحري نتيجة التقدم التكنولوجي والصناعي بما يسمى التجارة الإلكترونية وتزايد السكان ومع تطور الاقتصاد العالمي سواء في ميدان الإنتاج الصناعي أو الزراعي وخاصة في الدول الصناعية المتقدمة وتطور النقل البحري حديثا بعد الإلمام بعلوم البحار وعلم المناخ والفلك لمواجهة مخاطر البحار، خصوصا بعد اتساع حركة التجارة بين دول العالم، والمهمة الأساسية لأسطول النقل البحري العالمي هو القيام بنقل البضائع على اختلاف أنواعها من المواد الخام من مناطق الانتاج بوفرة إنتاجها وزيادته عن الاستهلاك المحلي وجودة الإنتاج ليصبح ذات صفة جاذبة ومطلوبة إلى مناطق الاستهلاك والأسواق العالمية، فالاسطول العالمي البحري يسهم في إضافة قيمة جديدة لكل السلع والبضائع التي يتم نقلها من الأقاليم الاقتصادية المختلفة.
والنقل البحري يتميز بخصائص تميزه عن غيره من أنماط النقل الأخرى لقلة تكاليفه والقدرة على النقل لمسافات طويلة تفوق المسافات التي تستطيع أن تقطعها أي وسيلة أخرى وبتكلفة اقتصادية قليلة وعدم وجود طرق محددة المسار تلتزم بها السفن البحرية، يستثنى من ذلك الممرات الملاحية والقنوات المؤدية إلى الموانئ البحرية والتي يحدد مسارها عادة قاع البحر وعمق المياه البحري. ومن أهم هذه القنوات قناة السويس والتي تم فتحها عام 1869 م ربطت خليج السويس - البحر الاحمر بالبحر الابيض المتوسط، وقد قامت مصر بتعميق القناة لكي تكون قادرة على استقبال السفن ذات الغاطس الكبير، وتلعب قناة السوسي دورا مهما في خدمة التجارة العالمية. وقناة بنما والتي تقع في أميركا الوسطى حفرت عبر أضيق نقطة في اليابس كي تصل مياه البحر الكاريبي - المحيط الأطلسي بمياه المحيط الهادي، وقناة بنما تخدم الموانئ البحرية في الولايات المتحدة الأمريكية وموانئ كندا وموانئ أميركا الجنوبية.
وتم إعداد السفن البحرية بحيث تلائم جميع أنواع السلع والسريعة التلف هناك السفن تختص بنقل الركاب وهناك سفن صناعية كسفن الصيد يتم بها عمليات الصيد والتجهيز والتعليب وتوصيلها إلى مناطق الاستهلاك وسفن ناقلات البترول والغاز وهي تمثل جزءا كبيرا من حركة النقل البحري وسفن الحاويات تقوم بنقل البضائع داخل صناديق مقفلة وسفن للخدمات والإمداد والتموين والأحواض القائمة وسفن الابحاث.
ويتم إعداد الموانئ التجارية والمؤاني البترولية ومؤاني المناطق الحرة ومؤانى والصيد وغيره. وتتباين حركة السفن على اختلاف أنواعها فهي تتحرك من ميناء لآخر ضمن اتجاهات وخطوط معينة، وأن سعة البحار والمحيطات تجعلها تتحرك فالبحار والمحيطات تشغل 75% من مجموع مساحة الأرض فالنقل البحري له أهمية كبيرة ففي كل يوم تعبر المحيطات ما بين 10 - 15 الف سفينة. فالتجارة وحركة النقل وانشاء المؤانى عناصر ذات أهمية كبرى ومن المقومات الاقتصادية التي تعمل وتساعد على بناء القوة الوطنية فهي تنشط العمل والاستثمار وتقوي القدرة الشرائية وتجلب المواد الخام الاستراتيجية والعملات الصعبة وتعود بمردود التطور المعيشي ومستواه الجيد على المواطنين وجهاز الدولة وهي هدف من أهداف المجتمع للوصول إلى حياة أفضل وامكانيات أكبر تنعكس بشكل ايجابي على مسيرة الدولة في عملية بناء قوتها الوطنية وأخذ مكانها اللائق على مسرح الحياه.
[email protected]