حقق مؤتمر «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود - مرحلة الكويت من عملية دوشانبي»، الذي استضافته الكويت منذ أيام قليلة مضت، وكان الهدف من عقده، وضع آليات دولية، لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله وألوانه، حيث إن الكويت، رغم ما تنعم به من الأمن والأمان والاستقرار، ورغم يقظة رجال الأمن فيها، وقدرتهم على اكتشاف منابع الإرهاب، ومن ثم تجفيفه، والقضاء عليه من جذوره، إلا أنها تعرف تماما أن هذا الإرهاب لا وطن له، ومن الممكن انتقاله في أي وقت من مكان إلى آخر، لأنه آفة تنخر في المجتمعات، وغرضها القضاء على الإنسان، وفرض الفوضى كأمر واقع.
ولأهمية هذا المؤتمر، فقد أقيم برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وبحضور سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، ممثلا عن سموه رعاه الله، وشارك فيه أكثر من 450 مشاركا بأعلى المستويات.
وجاء موقف الكويت الثابت من خلال ما أكده وزير الخارجية عبدالله اليحيا في رفض كل صور الإرهاب والتطرف العنيف ودعمها للجهود الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة للحد من هذه الآفة، لاسيما جهود المجتمع الدولي الكبيرة في التحالف ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والدور الفعال لهذا التحالف في العراق وسورية والقارة الأفريقية للقضاء على الإرهاب والراديكالية المتطرفة.
إن مسألة القضاء على الإرهاب، لا تختص بها دولة دون أخرى، فهي مطلب عالمي عام، بل إن كل فرد في أي مجتمع مسؤول مسؤولية كاملة في أن يكافح الإرهاب، ليس من خلال مقاومته أو التصدي له لأن في ذلك خطورة عليه، بل إنه مطالب بالتبليغ عن أي إرهابي أو خلية تعمل في أي بلد من أجل زعزعة الاستقرار فيها، ونشر الخوف والرعب في نفوس الناس الأبرياء خصوصاً الأطفال والنساء والضعفاء.
وإن الكويت رغم صغر حجمها إلا أنها مهمومة بالقضايا العالمية، وتسهم بشكل كبير وفعال في تلك القضايا بالدعم والتشجيع والمساندة.
إننا ندعو الله أن يبعد عنا شر الإرهاب الذي لا يفرق بين كبير أو صغير، فهو يمارس تسلطه من دون تمييز، لأنه يريد أن يبسط رعبه في أكبر مساحة، وبأكبر الخسائر.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين، وأهلها وكل مقيم على أرضها الطيبة من كل مكروه.