تمحورت الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة العشرين «G20» المنعقدة في ريو دي جانيرو حول مسألة النزاعات، مع نداء أطلقه الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل مساندة أوكرانيا ووقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، في حين حذر نظيره الصيني شي جينبينغ من حقبة "اضطرابات"، قبل عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض.
إلا أن الرئيس البرازيلي اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الذي تستضيف بلاده هذا العام منتدى أكبر الدول الاقتصادية في العالم، أراد ترك النزاعات جانبا والتركيز على "الفقراء، المنسيين في العالم".
وأطلق دا سيلفا رسميا التحالف العالمي ضد الجوع والفقر «للقضاء على هذه الآفة التي تشكل عارا على الإنسانية»، وذلك خلال كلمته في افتتاح قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو.
وقال الرئيس البرازيلي وهو عامل سابق نشأ في الفقر في شمال شرق البلاد إن هذا التحالف الذي يضم 81 دولة «ينشأ في قمة مجموعة العشرين، لكنه عالمي. فلتكن لدى هذه القمة الشجاعة للتحرك».
وقالت منظمة «أوكسفام» الخيرية إن التحالف العالمي «يمكن أن يكون نقطة تحول في المعركة ضد الجوع والفقر المدقع»، لكنها حضت المبادرة على الذهاب إلى أبعد من ذلك من خلال إدخال تغييرات في الزراعة ودعم حقوق الأراضي ومواجهة «استخدام الجوع كسلاح».
كما يحظى التحالف العالمي ضد الجوع والفقر بدعم منظمات دولية مثل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وكلاهما عضو في مجموعة العشرين وكذلك من مؤسسات مالية ومنظمات غير حكومية، ما يرفع العدد الإجمالي للموقعين على التحالف إلى 147.
وهدف المبادرة طموح وهو الحد من الجوع في العالم الذي أثر على 733 مليون شخص في العام الماضي أي ما يعادل 9% من سكان العالم، بحسب الأمم المتحدة.
من جهته، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن أمس قادة دول المجموعة إلى تكثيف الضغوط على حركة المقاومة الفلسطينية حماس للتوصل لوقف لإطلاق النار مع إسرائيل، متعهدا «بمواصلة الضغط» من أجل ابرام اتفاق في الأسابيع الأخيرة من ولايته قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال بايدن في كلمته الافتتاحية أمام القمة، «أطلب من الجميع هنا زيادة ضغوطهم على حماس، التي ترفض هذه الصفقة حاليا».
كما جدد الرئيس المنتهية ولايته دعواته لإسرائيل للحد من الخسائر المدنية في حربها في غزة والتي شنتها إثر هجوم حماس غير المسبوق على اسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وقال بايدن الذي يحضر آخر اجتماع له في مجموعة العشرين «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بعد أسوأ مذبحة لليهود منذ المحرقة. لكن كيف تدافع عن نفسها.. يهم كثيرا».
وأضاف «سنواصل الضغط لتسريع اتفاق وقف إطلاق النار الذي يضمن أمن إسرائيل ويعيد الرهائن إلى ديارهم وينهي معاناة الشعب الفلسطيني والأطفال».
إلى ذلك دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس الصين وبريطانيا إلى تبني منظور عقلاني وموضوعي تجاه التنمية لدى كل منهما.
أدلى شي بهذه التصريحات خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على هامش القمة الـ 19 لمجموعة العشرين.
وأكد شي أنه على البلدين تعزيز الاتصال الاستراتيجي وتعميق الثقة السياسية المتبادلة، لضمان تطوير العلاقات الثنائية على نحو مستقر وملموس ومستدام.
وفي معرض إشارته إلى أن العالم يشهد مرحلة جديدة من الاضطرابات والتحول، قال شي إن الصين وبريطانيا، باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي واقتصادين عالميين رئيسيين، تتقاسمان مسؤوليات تعزيز التنمية الوطنية لكل منهما ومعالجة التحديات العالمية.
وأضاف أنه يتعين على البلدين الالتزام بشراكتهما الاستراتيجية، والتمسك بمبادئ الاحترام المتبادل والتعاون المنفتح والتعلم المتبادل، والسعي لتحقيق منفعة متبادلة ونتائج مربحة للجانبين، وكتابة الفصل التالي من التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات الثنائية على نحو مشترك.
وأوضح شي أنه برغم اختلاف البلدين في التاريخ والثقافة والقيم والنظم الاجتماعية، إلا أنهما يشتركان في مصالح مشتركة واسعة النطاق.
وأضاف أن البلدين يتمتعان بمساحة واسعة للتعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار والطاقة النظيفة والخدمات المالية والرعاية الصحية ورفاهية الشعب، والتي ينبغي توسيعها بشكل أكبر لتحقيق فائدة أفضل لشعبي البلدين.
وأكد شي أنه يتعين على الصين وبريطانيا العمل على تعزيز الحلول السياسية للقضايا العالمية، وتدعيم الحوكمة العالمية بشأن الذكاء الاصطناعي، والإسهام في النمو الاقتصادي العالمي والتنمية المشتركة لجميع البلدان.
من جهته، قال ستارمر إن بريطانيا والصين تتقاسمان مصالح مشتركة واسعة وتتحملان مسؤوليات كبيرة في معالجة التحديات العالمية وحماية السلام والتنمية العالميين، مضيفا أن العلاقات الثنائية المستدامة والقوية ضرورية ليس فقط للبلدين ولكن أيضا للعالم بأسره.
وأكد أن الجانب البريطاني يأمل في تعزيز الحوار مع الصين، وتدعيم التفاهم المتبادل، وإجراء تبادلات وتعاون في مجموعة واسعة من المجالات، منها الاقتصاد والتجارة، والتكنولوجيا، والتمويل، والرعاية الصحية، والتعليم، ومعالجة تغير المناخ، بروح من الاحترام المتبادل والمساواة والإخلاص.
وأضاف أن البلدين ملتزمان بالتعددية، وأن بريطانيا على استعداد لتعزيز الاتصالات والتنسيق على المستوى متعدد الأطراف مع الصين لدفع حلول سياسية للقضايا الساخنة الإقليمية.