يشير علماء التغذية إلى ان البقوليات يمكن ان تكون بديلا عن البروتين الحيواني الذي توفره اللحوم التي أصبحت بعيدة المنال بالنسبة لكثير من الأسر السورية بسبب اسعارها الغالية وضعف قيمة الليرة وتدني المداخيل.
لكن حتى هذه البدائل بات الحصول عليها يثقل كاهل ارباب الاسر اذ تشهد الأسواق السورية ارتفاعا ملحوظا في أسعارها، مع انخفاض الإنتاج المحلي واعتماد كبير على الاستيراد.
ورصد تقرير لموقع «أثر» أسعار البقوليات في أسواق دمشق وريفها، حيث تراوحت بين 27 - 30 الف ليرة للكيلو الواحد من العدس الأحمر، و14-17 الف ليرة للعدس المقشور، بينما يرتفع سعر الفاصولياء العريضة إلى 35-40 ألف ليرة سورية للكيلو، والفول 14 ألف ليرة سورية.
ويقول أحد سكان مدينة جرمانا في ريف دمشق لـ«أثر» أنه استغنى عن شراء الفاصولياء الحب بسبب سعرها، على الرغم من أنها تعد مصدر بروتين نباتي بديلا عن اللحوم الحمراء.
كما بينت سيدة من سكان مخيم اليرموك بريف دمشق أنه مع ارتفاع أسعار البقوليات أصبحت تفضل شراء الدجاج، منوهة إلى أن الأهالي كانوا يلجؤون لشراء الحمص والعدس والفول بكثرة كبديل عن اللحوم، لكن اليوم الأسعار باتت جميعها مرتفعة.
وفي السياق، عزا أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة لموقع «أثر» ارتفاع اسعار البقوليات إلى عوامل عدة، أولها تراجع زراعة البقوليات محليا نتيجة نقص الموارد والدعم الزراعي، وثانيا الاعتماد الكبير على الاستيراد، ما يضيف تكاليف النقل والرسوم الجمركية والمنصة.
والسبب الثالث، بحسب حبزة، يعود لتراجع دور المؤسسة السورية للتجارة في توزيع البقوليات ضمن دورة التموين مثل الأرز والسكر، ما زاد الاعتماد على السوق.
ويشير حبزة إلى أن ما يدفع الأهالي للاعتماد على البروتين النباتي هو ارتفاع سعر اللحوم الحمراء والدجاج، مبينا أنه خلال الشتاء يتضاعف شراء البقوليات ويزداد الإقبال عليها كمصدر غذائي مهم.
ويرى حبزة أن حل مشكلة ارتفاع أسعار البقوليات يبدأ بدعم زراعتها محليا، من خلال توفير مستلزمات الزراعة كالبذور والأسمدة والمبيدات، وإعادة تفعيل دور المؤسسة السورية للتجارة بتوفير البقوليات بأسعار مدعومة ضمن دورة التموين، وتشجيع الفلاحين على زيادة الإنتاج، من خلال تقديم حوافز مالية لكل كيلوغرام إضافي من المحصول.
وسبق وذكرت وزارة الزراعة أنها تخطط لتحسين زراعة البقوليات عبر برامج إنتاجية شاملة تشمل العدس، الفول، والحمص، مع تقديم مكافآت مالية تشجيعية للمزارعين.
وبلغ إنتاج العدس العام الماضي نحو 68 ألف طن، منها 19 ألف طن من المناطق التي تسيطر عليها حكومة دمشق، وإنتاج الفول حوالي 22 ألف طن.
الجدير ذكره أن الحكومة وافقت في مارس الماضي على استيراد البقوليات (حمص، عدس، فول، فاصولياء، وبازلاء) لتشغيل المعامل التي تعمل بالتغليف والفرز والتعبئة، وليس للاستهلاك المحلي.