اتهمت روسيا الولايات المتحدة ببذل كل ما في وسعها «لإطالة أمد الحرب» من خلال تعزيز إمداداتها من الأسلحة لأوكرانيا، بعيد الإعلان عن تسليم ألغام مضادة للأفراد والسماح باستخدام صواريخ بعيدة المدى، وسط تحذيرات دولية من مخاطر التصعيد.
وأجازت إدارة جو بايدن، التي تنتهي ولايتها مع تولي خلفه دونالد ترامب منصبه في يناير، لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ أميركية بعيدة المدى، وهو خط أحمر بالنسبة لموسكو.
كما أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس أمس، أن واشنطن تستعد لتزويد أوكرانيا بالألغام المضادة للأفراد، وهو نوع من الأسلحة انتقدته المنظمات غير الحكومية على نطاق واسع بسبب عدد الضحايا المدنيين الذي يتسبب فيه. لكن هذا السلاح قد يساعد في إبطاء تقدم القوات الروسية السريع شرقا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ان الولايات المتحدة «مصممة تماما على إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وتبذل كل ما في وسعها لتحقيق هذه الغاية».
في غضون ذلك، حذرت السفارة الأميركية في كييف، من «هجوم روسي جوي كبير محتمل»، غداة توعد روسيا بالرد على إطلاق أوكرانيا صواريخ «أتاكمز» الأميركية بعيدة المدى على أراضيها.
وذكرت السفارة على موقعها الإلكتروني، أنها «تلقت معلومات دقيقة بشأن هجوم جوي كبير محتمل في 20 نوفمبر» مضيفة: «كإجراء احترازي سيتم إغلاق السفارة والطلب من موظفي السفارة الاحتماء بأماكنهم»، وأوصت رعاياها «بالاستعداد للاحتماء بشكل فوري في حال إعلان إنذار جوي».
وفي السياق، قال التلفزيون الإسباني الرسمي إن السفارة الإسبانية لدى أوكرانيا أغلقت أبوابها أيضا خشية الهجوم الروسي الواسع.
وأوصت باتخاذ إجراءات أمنية مشددة والامتثال لتوصيات السلطات المحلية والتوجه إلى الملاجئ في حال اقتضى الأمر.
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، انه تم إغلاق سفاراتي إيطاليا واليونان في كييف، فيما قالت السفارة الألمانية انها تبقى مفتوحة بشكل جزئي.
ومع توالي هذه التطورات، حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من حصول «تصعيد» في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، واصفا منح واشنطن الضوء الأخضر لكييف لاستخدام الصواريخ الأميركية بأنه «خطأ كبير».
وقال للصحافيين خلال عودته من قمة مجموعة العشرين في ريو إن «هذا القرار الذي اتخذه بايدن لن يؤدي فقط إلى تصعيد النزاع بل سيؤدي أيضا إلى رد فعل أقوى من جانب روسيا».
وأضاف أن «كل هذا يمكن أن يدفع المنطقة والعالم إلى شفا حرب كبرى جديدة»، معربا عن أمله بألا «تستسلم موسكو وكييف للاستفزازات».
وشدد على أن «أصغر خطأ في سياق هذا الخطأ الكبير من شأنه أن يزيد من التصعيد».
بدورها، دعت الصين أطراف الأزمة الأوكرانية إلى التهدئة وضبط النفس من خلال الحوار والتشاور بهدف التقليل من المخاطر الاستراتيجية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي عقب توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم توسيع صلاحية استخدام السلاح النووي.
وأشار لين إلى أن موقف بلاده المتمثل في التزام جميع الأطراف بخفض التصعيد وبالحل السياسي للأزمة «ثابت وواضح ولم يتغير»، مضيفا أن الصين ستواصل تأدية دور بناء في هذا الصدد.