تشهد معظم المستشفيات في مختلف المناطق الصحية بمحافظات الكويت ازدحاما كبيرا على أقسام الطوارئ من قبل المواطنين والمقيمين لتلقي الرعاية الطبية.
هناك مشكلة يعاني منها المرضى الذين يراجعون هذه الأقسام وتحديدا في مستشفى الجهراء الذي لا يختلف حاله عن حال باقي المستشفيات الأخرى مثل مستشفيي العدان والفروانية نظرا للكثافة السكانية الكبيرة في تلك المناطق، حيث يقابل ذلك عدد قليل من عيادات الطوارئ التي تعتبر الخط الأول للحالات الحرجة التي تحتاج إلى تدخل سريع لإنقاذها.
قسم الطوارئ الذي يقع في أكبر صرح عمراني بمدينة الجهراء الطبية رغم مساحة المكان الكبيرة نجد فيه عيادات لا يتعدى عددها أصابع اليدين موزعة على أقسام الباطنية والأنف والجراحة والعظام والأطفال والعيون، وتعمل كل التخصصات بعيادة أو عيادتين مقابل العدد الكبير من المرضى.
المشكلة لا تتعلق بنقص الكوادر الطبية أو التمريضية، وإنما في توزيع الكوادر الطبية في هذا القسم الذي يشهد عددا كبيرا من قبل المراجعين بشكل مستمر ما ساهم في زيادة ساعات الانتظار على عيادات الطوارئ.
محافظة الجهراء سكانها يتجاوز عددهم 600 ألف نسمة وتخدمهم عيادتان للباطنية، والذي يعتبر أهم تخصص في الطواري، علما أن عدد العيادات الحالية لمختلف التخصصات غير كافي وبحاجة إلى زيادة، إضافة إلى ذلك أن المستشفى بحاجة إلى إعادة فكرة سبق أن تم تطبيقها خلال أزمة كورونا، وهي عيادات تقييم الحالات المرضية التي من خلالها يتم تشخيص المريض إما علاجه بشكل فوري أو إحالته الى عيادات الطوارئ لمتابعة الحالة، حيث إن هذا الإجراء سيخفف من هذا الازدحام الذي تشهده أروقة قسم الحوادث.
نتمنى من المسؤولين بمنطقة الجهراء الصحية ومستشفى الجهراء النزول الى الميدان لمشاهدة معاناة المرضى وإعادة النظر في آلية توزيع هذه العيادات والعمل على زيادة عدد الأطباء بمختلف العيادات المعالجة في قسم طوارئ الجهراء لحل مشكلة الازدحام التي ستنتهي بحسن توزيع الكوادر الطبية في هذا القسم، والعمل على تفعيل فكرة تخصيص عيادات لطوارئ مجهزة في المراكز الصحية المناوبة تعمل كمساندة للمستشفيات.
أخيرا، الإجراء المتبع حاليا بعيادات العظام والأنف والعيون في الطوارئ يجب إعادة النظر فيه، حيث صدر تعميم قبل أيام من مدير المستشفى يوصي بمنع استقبال تلك العيادات أي حالة إلا بتحويل طبي، والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس وجود تلك العيادات بهذه التخصصات خدمة للمرضى وتخفيف الضغط على المستشفيات التخصصية؟
ومنا إلى المسؤولين في وزارة الصحة لمتابعة هذه الأوضاع الإدارية التي تحتاج إلى إعادة نظر.
[email protected]