ينطلق صاروخ «فيغا سي» الصغير، الركيزة الأخرى مع «أريان 6» للاستقلالية الأوروبية في قطاع الفضاء، من قاعدة كورو الفضائية غدا، بعد عامين من فشل مهمته التجارية الأولى الذي تسبب في فقدان قمرين اصطناعيين.
وبعد نجاح الرحلة الأولى لصاروخ أريان 6 في يوليو، ما سمح لأوروبا باستعادة الوصول بوسائلها الخاصة إلى الفضاء، تتجه الأنظار الآن نحو صاروخ «فيغا سي» الذي يحمل القمر الاصطناعي «سينتينل-1 سي» ضمن برنامج «كوبرنيكوس» لمراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي. وكان من المقرر في البداية أن يتم الإقلاع اليوم الثلاثاء، لكنه أرجئ إلى الغد من قاعدة كورو الفضائية الأوروبية في غويانا الفرنسية.
وقال مدير النقل الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية توني تولكر-نيلسن: «أردنا إجراء فحوص إضافية على التوصيلات الكهربائية في الطبقة العلوية. إنه أمر روتيني ولا شيء استثنائيا في ذلك».
وتثير هذه الرحلة اهتماما خاصا لأن «فيغا»، سلف «فيغا سي»، سحب من الخدمة بعد إطلاقه الأخير في سبتمبر.
وقال الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لدراسات الفضاء فيليب باتيست في مقابلة مع وكالة فرانس برس «إنه أمر بالغ الأهمية لأن الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي يعتمد على ركيزتين: إحداهما كبيرة ترتبط بالصاروخ الثقيل أريان 6، والثانية فيغا سي، وهو صاروخ أصغر قليلا لكنه يكمل القدرة الأوروبية على الوصول إلى الفضاء».
وانتهت أول مهمة تجارية لمركبة «فيغا سي» في ديسمبر 2022 بالفشل، ما تسبب في فقدان قمرين اصطناعيين من صنع «إيرباص»، بعدما حرمت أوروبا من صواريخ «سويوز» عقب الغزو الروسي لأوكرانيا وفي انتظار تطوير «آريان 6».
واتخذ قرار إعادة «فيغا سي» إلى الخدمة بعد اختبارات حاسمة لمحرك «زيفيرو-40» الذي يجهز الطبقة الثانية من الصاروخ، والذي تسببت أعطال أصابته في فشل الإطلاق الأول، وقد أعيد تصميمه مذاك.
وتعد هذه المهمة أيضا أساسية لمهمة كوبرنيكوس التي توفر بيانات وخدمات مراقبة دائمة للكوكب لصالح السلطات العامة والشركات والسكان حول العالم.
يعد «فيغا سي» و«أريان 6» الصاروخين المتكاملين الوحيدين المتاحين بصورة مستقلة للقوى العامة الأوروبية.