منذ بداية تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية سنة 1981 والتي امتدت لأكثر من 40 عاما شهد الكثير من القضايا والأحداث وتعاظم مكانته على المحيط الدولي وأدواره في بناء منظمة إقليمية تجمع الصفوف وتنظيم الجهود وتحقق المكانة الاقليمية والدولية اللائقة بالمنطقة، ودور مجلس التعاون الخليجي مؤثر اقليميا وعالميا.
وقد انعقدت قمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي الـ 45 في الكويت لتجسد عمق الروابط الأخوية والتاريخية والمتجذرة التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي، وتعكس الحرص المشترك في وحدة الصف الخليجي والعمل المشترك في دفع مسيرة التعاون بما يخدم مصالح شعوبنا ويواكب تطلعاتها وتعزيز التكامل بين دول مجلس التعاون والعمل على مواكبة المستجدات الاقليمية والدولية والتي تتطلب التنسيق المشترك ومواصلة البناء والإنجازات من أجل مستقبل اكثر استقرارا وازدهارا لمنطقتنا.
وجاءت القمة في ظل أوضاع بالغة الأهمية والتعقيد، اوضاع غير مستقرة أمنيا ومتوترة تمر بها المنطقة اقليميا والعالم بأسره، حيث تتزايد التحديات والأزمات التي تستدعى الوقوف صفا واحدا والعمل بروح المسؤولية المشتركة لمواجهه الأخطار والتحديات والأزمات من أجل الأمن والاستقرار ومواقف موحدة لمواجهة التهديدات المتصاعدة من قبل المحتل الإسرائيلي وما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزه من تصفية بالقتل والدمار والتخريب ودعم القضية الفلسطينية في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومعالجة القضايا العالقة مع الشقيقة العراق ما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الاقليمي، والعمل على ترسيخ مبادئ حسن الجوار وبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والالتزام بالقوانين الدولية والعمل المشترك لتحقيق مستقبل مزدهر مليء بالإنجازات التي تمثل الأهداف السامية لمجلس التعاون الخليجي والشراكات الإستراتيجية وتعزيز التعاون الأمني والدفاعي والأمن السيبراني والتحول الرقمي والتغير المناخي وربط الكهرباء وربط السكك الحديد والتعاون التكنولوجي ومكافحة الارهاب ومكافحة المخدرات والربط المروري وتنويع الاقتصاديات وتطوير بنياتها التحتية من الطرق والموانئ والمطارات وغيرها من التحديات التكنولوجية.
الآمال الكبار تحدونا أن ينعم الله سبحانه وتعالى على دولنا وشعوبنا اقليميا بنعمة الأمن والاستقرار والازدهار من أجل تحقيق المزيد من التعاون والتكامل لما فيه خير أوطاننا في ظل قيادة وحكمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
[email protected]