استمرار انعقاد القمم الخليجية دليل على الرغبة الأكيدة لدى قادة وشعوب المنطقة في أهمية الوحدة الخليجية التي انطلقت قبل 43 عاما (التأسيس: 15/5/1981) وما زالت. ولا شك في أن انعقاد الدورة الـ45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعها الأخير الأحد الماضي 1 ديسمبر الجاري على أرض الكويت الحبيبة وبرعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ قد عزز من أواصر التعاون، وتأكيد التلاحم والعلاقات الودية.
لقد أضفت الإدارة الحكيمة لصاحب السمو الأمير والجهد الكبير الذي بذله ـ حفظه الله ورعاه ـ لهذا اللقاء التاريخي بعدا جديدا تمثل في حرارة الاستقبال، وكرم الضيافة، وأخوية المواقف، وعمق القرارات، وهو بهذا قد عزز دور ومكانة الكويت الإقليمية، وقدرتها على قيادة سفينة الوحدة الخليجية مع اشقائه قادة مجلس التعاون الخليجي.
وينبغي علينا جميعا أن نثمن هذه الجهود المباركة، وأن نستذكر ـ بكل التقدير والاحترام ـ الكلمة البليغة التي ألقاها صاحب السمو الأمير ـ حفظه الله ورعاه ـ في هذه القمة حيث أكد سموه أن هذا الجمع المبارك يجسد وحدة الصف وقوة الاتحاد والتلاحم والتكامل، والعمل على الارتقاء بمجالات التعاون نحو آفاق أوسع تلبي تطلعات الشعوب الخليجية وطموحاتها، وتحقق الهدف المنشود، ألا وهو ضمان ازدهار دولنا في محيط يعمه الأمن والأمان والاستقرار.
ويجب أن نفخر بدعوة سموه الكريمة ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى تحقيق التكامل الاقتصادي الخليجي، من منطلقات أساسية، أهمها التعليم، وضمان جودة عناصرها البشرية، وتنويع مصادر الدخل. وعبر سموه أيضا عن المواقف الثابتة في مساندة القضية الفلسطينية. ودعا سموه دول الإقليم إلى الحوار لتجاوز العقبات والتحديات.
كما ينبغي الاشادة بالتوجهات السامية من القادة والتي جاءت في «إعلان الكويت» من تعزيز الدور الأساسي للشباب، وأهمية دور الجامعات ومراكز الأبحاث والمفكرين وقادة الرأي في الحفاظ على الهوية والموروث الخليجي والثقافة العربية الأصيلة ومنظومة القيم الإسلامية السامية، ومبادئ الحوكمة الرشيدة، مؤكدين دور مؤسسات مجلس التعاون في تحقيق هذه الأهداف.
وكذلك التأكيد على ما جاء في «البيان الختامي» للمؤتمر في 152 بندا وخاصة بنده الـ42 من حرص دول المجلس على تحقيق السلام والتنمية المستدامة وخدمة التطلعات السامية للأمتين العربية والإسلامية.
وفي بنده الـ74 الذي دعا إلى الحفاظ على مدينة القدس وطابعها القانوني والتاريخي، وتركيبتها السكانية والترتيبات الخاصة بالأماكن المقدسة الإسلامية. وفي بنده الـ90 الذي أكد على رفض كل ما من شأنه نشر الكراهية الدينية والتطرف، وإدانة التصريحات المسيئة للإسلام والمسلمين والحضارة الإسلامية.
٭ حفظ الله صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وحفظ إخوانه قادة مجلس التعاون وبلادنا وشعوبنا من كل مكروه.