أفرزت قمة الخير الخليجية الـ45 التي عقدت في الكويت في الأول من ديسمبر 2024 نتائج طيبة وخيرة ستعود بإذن الله بالخير واليمن والبركات على شعوب منطقة الخليج العربي كافة، وذلك من خلال النتائج والقرارات التي خرجت بها تلك القمة التي رسمت مرحلة جديدة من عمر منطقة ومسار مجلس التعاون الخليجي وانعكاس آثار أعماله عليها.
نرجو أن تكون تلك النتائج أو القرارات بداية مهمة على صعيد مواصلة تحقيق الخير والمصلحة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، فكان قرار الترحيب باستمرار جهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان مع كل الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية التي تعرضت لتوقف وتعطيل، كان الترحيب مهما لإعطاء تلك الجهود دفعة مهمة لمحاولة إرساء السلام والأمان في هذه البقعة المهمة من منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط ككل. فاستقرارها وسلامها من استقرار وسلام المنطقة ككل والعكس صحيح.
كما أن قرار الاستثمار في مجالات تقنية المعلومات كالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني قرار صائب تمام الصواب من حيث انه يواكب حركة التقدم التكنولوجية في العالم والتي أصبحت اليوم حاجة ملحة وليس مطلبا يجب عمله، وإنما هي حاجة بالغة الأهمية، كما أسلفنا إذا ما أرادت دول مجلس التعاون الخليجي أن تحقق النتائج والمكاسب من هذه القضية التي يتنافس فيها وإليها العالم بأكمله، أضف إلى ذلك أن قضية الأمن السيبراني، والتي أبدت بها القمة اهتماما استثنائيا، هي قضية تفرضها ظروف ومقتضيات الأمور التكنولوجية لحماية أمنها السييراني والتكنولوجي في ظل الأخطار التي يمكن تواجهها في المستقبل وتضمن الأمان والاطمئنان لمنظوماتها المعلوماتية.
وجنبا إلى جنب في هذا الصدد نجد أن قرار القمة المتمثل في تعزيز التعاون لتطوير استراتيجيات رقمية مشتركة لتحقيق التكامل الرقمي بين اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي هو تعاون من المهم جدا تطبيقه والسعي إليه، في ظل الثورة الرقمية التي تكتسح العالم في أنظمتها، وهو الأمر الذي يثبت توجه ورؤية قادة مجلس التعاون في مواكبة وتوفير كل ما هو ضروري لاستدامة العمل في تقنية المعلومات والتكنولوجيا.
كما أن قرار تسهيل التجارة الالكترونية وتطوير أنظمة الدفع الرقمية وتسريع العمل لإنشاء أسواق رقمية موحدة في دول مجلس التعاون تضفي أمانا وسرية مهمة على هذا الصعيد وتقلل الكثير من الإجراءات التي كانت متبعة سابقا. وفي الختام نقول إن قرارات هذه القمة لعلها تكون من أهم القرارات التي اتخذت خلال القمم السابقة. وتضع دول مجلس التعاون الخليجي في الطريق الصحيح على أكثر من صعيد. وبالله التوفيق.
[email protected]