تعد الثقافة والفنون ركيزتين أساسيتين لبناء مجتمعات مزدهرة ومتماسكة، فهي لا تمثل مجرد وسائل ترفيه بل تمتد لتشكل هوية المجتمع، وتنمي أفراده، وتعزز ترابطهم، فالثقافة بكل مكوناتها من عادات وتقاليد ولغة وفنون، تشكل الهوية الوطنية للمجتمع، فهي تعرف أفراده بأنفسهم وتربطهم ببعضهم البعض، وتميزهم عن المجتمعات الأخرى، فتعكس هذه الهوية وتحافظ عليها عبر الأجيال وتسهم في بناء الشعور بالانتماء والولاء.
إن تعزيز التفاهم والتسامح يتيح التعرف على ثقافات أخرى، عبر الفنون والآداب وهو فرصة لفهم وجهات النظر المختلفة، وتقبل التنوع، وأيضا بناء جسور من التواصل والحوار، فالفنون قادرة على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، معززة بالتفاهم والتسامح بين الأفراد والمجتمعات.
أما بالنسبة إلى تنمية القدرات الإبداعية والابتكار، فتشجع الثقافة والفنون على التفكير النقدي والإبداعي وتنمي مهارات حل المشكلات والابتكار، فالممارسة الفنية، سواء كانت كتابة أو رسم أو موسيقى، تحفز العقل على التفكير خارج الصندوق، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المختلفة.
وإن أردنا الحديث عن تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية، فتعتبر المشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية بمنزلة متنفس للأفراد، ومساعدتهم على التخفيف من التوتر والقلق، وتعزيز الصحة النفسية، كما تعزز الشعور بالانتماء والقبول الاجتماعي، وتسهم في بناء علاقات اجتماعية قوية.
فلا ننسى أن الحفاظ على التراث بالنسبة لدور الثقافة والفنون يلعب دورا حاسما في الحفاظ على التراث الثقافي للمجتمع، ونقله للأجيال القادمة، فهي تسجل وتخلد الذكريات، مساهمة منها في بناء هوية متماسكة ومتواصلة عبر الأزمان.
فأصبحت للثقافة والفنون جوانب أخرى، وفرت منابر للحوار المجتمعي، ومناقشة القضايا المهمة، وتبادل الآراء والأفكار، منها المسرح والأدب والسينما، كلها وسائل تمكن الأفراد من التعبير عن أصواتهم وتسهم أيضا في بناء حوار بناء بين مختلف فئات المجتمع، وعلى مر التاريخ، استخدمت الثقافة والفنون كأدوات للمقاومة والتغيير الاجتماعي، وتمكن المهمشين من التعبير عن أصواتهم، وتسهم في كشف الظلم والترويج للعدالة الاجتماعية.
الخلاصة: أهمية الثقافة والفنون تتجاوز مجرد التسلية والترفيه، فهي ركيزة أساسية لبناء مجتمعات قوية ومتماسكة ومنفتحة على التغيير والتطور، إن الاستثمار في الثقافة والفنون ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز رفاهية الأفراد والمجتمعات.
[email protected]