قال رئيس التخطيط الاستراتيجي والمتابعة في شركة «دار السبائك» الكويتية بدر الرزيحان إن الذهب استطاع أن يحافظ على مكاسبه التي حققها في تداولات الأسبوع الماضي على الرغم من التذبذب الحاد في الأداء ليغلق على ارتفاع نسبته 0.6% ليبلغ مستوى 2649 دولارا للأونصة مقارنة بآخر إقفال.
وأوضح أن تداولات الذهب شهدت تقلبات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي، إذ تراجع في بعض الفترات لما دون مستوى 2650 دولارا للأونصة، لكنه استطاع أن يتماسك على ارتفاع بالرغم من الضغوط البيعية وعمليات جني الأرباح.
وأرجع الرزيحان ذلك إلى تزايد المخاوف الجيوسياسية حول العالم والتي طغت على العوامل الاقتصادية الفنية، لافتا إلى أن التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) خلال الشهر الجاري كانت من العوامل الداعمة للمعدن الأصفر.
وذكر أن التوقعات تشير إلى فرصة بنسبة 93% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) المقرر عقده في 18 الجاري.
وبين أن هذه التوقعات جاءت في أعقاب بيانات اقتصادية مختلطة من الولايات المتحدة تضمنت إشارات على تراجع الضغوط التضخمية مثل تقارير مطالبات البطالة التي أظهرت انخفاضا ملحوظا، ما يعني ارتفاعا في معدلات التوظيف الأميركي.
وأشار إلى أن الأسواق تتابع عن كثب تحركات السياسات النقدية في البنوك المركزية الكبرى مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك كندا حيث خفض كلاهما أسعار الفائدة.
وأوضح أن بنك كندا المركزي خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، بينما خفض البنك المركزي الأوروبي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فيما لعب البنك الوطني السويسري دورا مشابها بخفض مقداره 50 نقطة أساس «وهو ما دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل تغييرات السياسة النقدية العالمية».
وعن التوترات الجيوسياسية، أفاد الرزيحان بأنها أدت هي الأخرى دورا كبيرا في دعم الطلب على الذهب خصوصا في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر، مضيفا أن هذه التوترات عززت القلق حول الاستقرار الإقليمي مما دفع المستثمرين نحو الذهب كأداة حماية ضد المخاطر الجيوسياسية.
وبين أن الذهب يواجه ضغوطا نتيجة ارتفاع العوائد الأميركية لكنه يستفيد من التوقعات بتيسير السياسة النقدية العالمية والتوترات الجيوسياسية مما قد يدعمه لتحقيق مكاسب إضافية في المستقبل القريب.
وفي السوق المحلي، أفاد الرزيحان بأن أسعار الذهب عيار 24 بلغت 26.36 دينارا للغرام وسجل الذهب عيار 22 نحو 24.26 دينارا للغرام فيما استقرت أسعار الفضة عند 342 دينارا للكيلو غرام.
يذكر أن «الأونصة» إحدى وحدات قياس الكتلة وتستخدم في عدد من الأنظمة المختلفة لوحدات القياس وتسمى أيضا الأوقية وتساوي 28.349 غراما فيما تساوي باعتبارها وحدة قياس للمعادن النفيسة 31.103 غراما.