يقول أحد كبار التنفيذيين في شركة ألبان عملاقة خليجية إنه تقدمت اليهم شركة الألبان الأولى في أوروبا وأبدت رغبتها في شرائهم أو الاندماج معهم في شراكة اقتصادية ستوسع شركتهم عشرات المرات.
ويضيف التنفيذي: وافقنا على مناقشة العرض وجلسنا معهم، لكن يقول صدمونا بأول شرط لإتمام الصفقة، وهو شرط غريب ولا يصدق.
طلبوا منا التخلص أو بيع الـ 100 ألف بقرة التي تملكها شركة الألبان هذه.
سألناهم كيف لشركة ألبان تنتج الحليب من الأبقار ألا تملك بقرة واحدة؟
رد عليه الضيف الأوروبي: نحن نعمل في مجال فلترة وتصفية الحليب وتغليفه والتسويق له ومن ثم بيعه. إذا أدخلنا دورة تربية الأبقار والعناية بها بيطريا وغذائيا زادت التكلفة وتعقدت الأمور وشغلتنا عن وظيفتنا الأهم وهي بيع الحليب. وقبل أن تسألني من أين لنا بالحليب؟ أقول لك نحن متعاقدون مع آلاف المزارعين لشراء الحليب منهم وبهذه الطريقة اختصرنا على أنفسنا نصف المشوار.
هدفي من هذه المقدمة الطويلة تبيان مصدر قوة من الممكن أن يسهم بالأمن الغذائي عندنا ويوفر منتجات غذائية أساسية بأسعار مناسبة ألا وهي البيوت الكويتية التي كانت في السابق تنتج بيضها ودجاجها ولحمها وبعض خضراواتها من البيت نفسه ومن إنتاج (الحوش). لله الحمد والمنة جميع المواد الغذائية متوافرة في السوق الكويتي لكن ليس كلها ثابتا سعرها، فبعضها مثل الخيار «حاشتني» صدمة من مدى تذبذب أسعاره، قبل أسبوع كان بدينار و900 فلس واليوم سعره 700 فلس.
اقتراحي هو إنشاء اتحاد زراعي يجمع إنتاج البيوت من الخضراوات وينزلها السوق بأسعار في متناول المواطن. علم الزراعة تقدم سنوات ضوئية ولم تعد بحاجة لتربة ولا سماد لها، فقط طبق الزراعة المائية العمودية التي عدة أمتار منها تنتج لك خضراوات تحتاج الى مزرعة متوسطة تقليدية لإنتاجها. تصوروا ألف بيت كل بيت ينتج لي 300 كرتون خيار في النهاية راح استطيع إنزال 300 ألف كرتون خيار للسوق، وبهذا أكون أمنت نفسي غذائيا من ناحية هذا المنتج وأطبق هذا المثال على منتجات غذائية أخرى البصل، الطماط، البطاط.
وقد لا تكون فكرة سيئة ولسهولة التطبيق تخصيص كل ضاحية لمنتج معين. ويكون بيت واحد هو المشرف والمنسق للألف بيت المنتجة، وليس حلما بعيدا أن تطبق الفكرة نفسها على الإنتاج الحيواني.
نقطة أخيرة: أحد أسباب رفاه المواطن هي العمل على تقديم منتجات أساسية له بأسعار مخفضة جدا، ولا أبالغ إن قلت إنه أفضل من زيادة الرواتب.
ghunaimalzu3by@