قد يبدو عنوان مقالنا اليوم حلما بعيد المنال في ظل ما يجري من مشاكل عالمية من حروب وصراعات بين الدول بعضها البعض، وبين الجماعات فيما بينها.
والأهم هو صعوبة حل تلك المشاكل والصراعات في ظل تعدد الأهواء والغايات والأهداف وصعوبة تقاطع مصالح الدول الكبرى.
وبناء عليه نقول إن عدم توافق أو لنقل عدم التواصل بين الدول الكبرى لمصلحة هذا العالم الذي يعيشون أمر خطير للغاية على الرغم من أنها تسير نحو الهاوية في ظل العديد من الظروف العالمية وأهمها مشكلة التغيرات المناخية وأسلوب سوق النخاسة المتبع بين الدول الكبرى عبر الاتفاقات التي يعقدونها للمحافظة على المناخ ولا يلتزمون بها والخاسر في هذه الممارسات الأجيال القادمة التي ستعاني كثيرا من تبعات التغيرات المناخية.
من ناحية أخرى، إذا أردنا أن نعرف ما يجري في هذا العالم فإننا يمكننا أن نفهم ما يجري من خلال وجود انقسامات بين الدول الكبرى، الأمر الذي يجعل من حلم حل المشاكل العالمية أمرا مستحيل فكل دولة تريد لها عالما مناسبا وعلى قياسها، وهو الأمر الذي يتضارب مع الرغبة نفسها لدى الدول الكبرى الأخرى، وبالتالي تستمر المشكلات على مر العقود والسنوات دون تغيير بل تسوء الأمور في كثير من الأحيان وتصل في بعضها للتهديد باستخدام السلاح النووي الشامل مثلما حصل مؤخرا من خلال روسيا عندما قام الرئيس الروسي بوتين بتغيير العقيدة النووية كما أسماها في التعامل الجديد الذي طرأ في حربه ضد أوكرانيا عندما استخدم الأوكران ضدها صواريخ متطورة جدا تلقتها من الغرب وأخذت الإذن لاستخدامها ضدها وهو الأمر الخطير.
إن الحاجة اليوم إلى قرار شجاع من قبل الدول الكبرى للوقوف على التنسيق فيما بينها لحل مشاكل العالم أجمع على أساس نفوذ كل دولة منها على الدول التي تسبح في فلكها أو لنقل تتلقى دعمها كل حسب موقعه. هذا إذا ما وجدت النية لدى زعماء الدول الكبرى لإنقاذ هذا العالم الذي يعيش فيه الجميع دون تمييز.
وبعيدا عن أي اقتراحات قد تكون غير مؤثرة، خصوصا اقتراح الرئيس الفرنسي في اجتماع مجموعة العشرين الأخير الذي يقترح إدخال صوتين آخرين للأمم المتحدة من أفريقيا وأميركا الجنوبية، فإن المطلوب إعادة هيكلة لنظم الأمم المتحدة وفقا للظروف والمتغيرات الدولية الحالية، والتي تغيرت منذ إنشاء الأمم المتحدة قبل 70 عاما. والله الموفق.
[email protected]