[email protected]
فقدت الكويت والأمة الإسلامية الداعية الورع صاحب أجمل ابتسامة تعطيك الاطمئنان والثقة.
غاب ذاك الوجه البشوش الودود الباسم الحكيم.
غاب صاحب الهمة العالية والعمل الدعوي الذي أزال الضريح المزعوم للخضر في جزيرة فيلكا في أواخر السبعينيات.
بالأمس فقدنا داعية من القمم، نذر حياته للدعوة إلى الله ونفع المسلمين، وقد دفن جثمانه الطاهر في مقبرة الصليبخات ١٤ جمادى الآخرة 1446هـ الموافق الأحد ١٥/12/2024م وسط حشود من محبيه وأهله الكرام وطلاب علمه.
بالأمس استرجع الله عزّ وجلّ أمانته في عبده الشيخ أحمد بن عبدالعزيز عبدالله الحصيّن - رحمه الله.
ربطتني به قاعات الدرس والمحاضرات والتدريب وأيضا المخيمات الربيعية والاتصالات عبر الهاتف، وكان يسميني أبو مؤيد، وأرد: أبومهند! ويتكرر الموقف ونضحك!
آخر دورة لي معه كانت تربوية بعد التحرير في المعهد التجاري في حولي، حيث جلسنا على طاولة واحدة.
والشيخ أحمد الحصين رجل صاحب همّة عالية جدا في الدعوة، كان همه دائما تبليغ رسالــــة الإسلام، وسخّر قلمه في حياته للدفـــاع عن الدين والشريعة الإسلاميــــة، مدافعــا عـــن الكتاب والسنــــة، محاربــــا البــــدع والشـــرك، والسعي الحثيث لإزالة كل ما يخالف التوحيد الخالص، وكلنا نذكر دوره في هدم مقام الخضر في جزيرة فيلكا.
إنني أتذكر كمعلم وإعلامي دوره في تأليف كتيب عن ذلك الضريح وضرورة إزالته، وجمع فتاوى من 8 من كبار العلماء وهم: الشيخ عبدالله بن حميد، الشيخ ناصر الدين الألباني، الشيخ أبو الحسن الندوي، الشيخ سيد سابق، الشيخ عبدالرحمن الدوسري، الشيخ محمد الجراح، الشيخ عبدالله النوري، والشيخ عبدالله العقيل.
ثم رفع الأمر إلى سمو أمير البلاد - حينذاك - أمير القلوب سمو الشيخ جابر الأحمد - طيب الله ثراه ومثواه، وتمت إزالة المزار.
ارتبط الداعية الشيخ أحمد الحصين بالشيخ العلامة عبدالرحمن الدوسري وهو من أبرز علماء الكويت في الدعوة والتفسير، ونهل من علمه ومرابعته وعِشرته، وكان هذا له عميق الأثر في بناء شخصيته العلمية والدعوية ورسوخه في العلم الشرعي، ما جعله أنموذجا للعالم والداعية المخلص.
لقد كتبت مقالات تناولت فيها محاسن شيخي د.أحمد الحصين كما يلي:
الأولى: كل طراق بتعلومه في 21/8/2021.
الثانية: شيماء العيدي أيقونة كويتية في الزمن الكوروني! في 24/2/2021.
الثالثة: فيلچا المنسية! في 30/12/2016.
الرابعة: الماسونيون روتاريون.. فما مبادئهم وأصولهم وأسرارهم؟ في 22/7/2011.
ومضة: لقد تميز شيخنا أحمد الحصين - رحمه الله - بالتصدي البطولي لكل الفرق والمرجفين، فكان علما ورمزا ومدافعا عن الشريعة الإسلامية الغراء ودورها في محاربة العلمانية والماسونية وغيرها من الفرق.
بدأ شيخنا (أبوعبدالله) الدعوة وعمره 18 سنة وتصدى للملحدين وغيرهم، وكان لأستاذه ومعلمه الدكتور الشيخ الجليل عبدالرحمن بن محمد الدوسري - رحمه الله - دور في تأسيسه متخصصا في الفرق الضالة، وكان كثير السفر معه خاصة الى المملكة العربية السعودية.
لقد تأثر الشيخ أحمد الحصين بالشيخ أبو بكر الجزائري وكان يحضر دروسه في الحرمين المكي والمدني، وتأثر بكل من الشيخ صالح البليهي والشيخ عبدالله السبت والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق - رحمهم الله - والشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد.
خووش حچي: في كتابه «الخضر بين الحقيقة والخيال» فجر قضية ضريح الخضر، ويقول عن هذا الأمر: في كتابي ساعدني الصحافي جميل الباجوري، ورغم أنه صحافي ومنفتح فقد ساعدني ووقف بجانبي فأخذ كتابي ونشره في مجلة النهضة، ثم قام المجلس البلدي بعمل استفتاء مع وزارة الأوقاف قبل أن يهدم القبر.
لقد كان يكاد الوحيد في محاربة الأفكار المنحرفة وكان لدوره التنويري أثر كبير في تزايد الأسئلة حول الأندية الروترية.
اللهم إني داع فأمّنوا:
اللهم ارحم واغفر لعبدك أحمد عبدالعزيز الحصين، يارب اجعل قبره روضة من رياض الجنة ومثواه في جنات عدن في الفردوس الأعلى مــــن الجنـــة.
رحمك الله يا شيخ أحمد فلقد عملت بكل جهدك من أجل نشر دعوة التوحيد، رحمك الله أيها العزيز الغالي، ولا نملك إلا الدعاء لك فلا تبخلوا عليه جزاكم الله خيرا.. وتسقط دمعات!
دكتور قلوب وأرواح قبل أن يكون داعية، ولن ننسى ابتسامته التي كانت تعلو محياه، وإنا على فراقك يا أحمد لمحزونون!