[email protected]
من منا لا يفقد شيئا مميزا في حياته؟
الفقد موجع.. ومؤلم.. إنه الموت وآثاره!
ان تفقد احدا كأنك فقدت قطعة منك!
والفقد انواع، هناك من يفقد نعمة العيش الى الشظف!
وهناك من يفقد الأمن والأمان.. الوظيفة.. الجاه، العز..!
وهناك من يفقد أبا وأما وخالا وخالة وعما وعمة، ابنا وابنة!
الفقد العظيم في الضنى (الابن أو الابنة)!
ربِّ يصبر كل من فقد الولد أو البنت لأنهم شعرة جوفه!
عزيزي القارئ: الفقد تجربة إنسانية مؤلمة تترك أثرا عميقا في النفس خاصة الموت الذي يأتي كهادم اللذات ليسلبك فقيدا عزيزا عليك وانت حي، لا حول ولا قوة لك إلا بالله!
يوم الأحد 21 جمادى الآخرة 1464هـ الموافق 22-12-2024م ودعنا اخانا خالد سلطان سلمان بن حثلين، رحمه الله، حيث دفن في مقبرة صبحان وسط جمع غفير من مشيعيه، لتبقى الحقيقة ان الحياة أجل وكتاب في وقته المعلوم الخافي عن الجميع.
بالأمس تذكرت عمي سلطان بن سلمان الحثلين - الفارس الغائب الحاضر!
تذكرت هذا الصابر على المرض المردد دائما على مسامعنا (وإذا مرضت فهو يشفين). بالأمس ترحمت على راكان الأول الجد وعلى الحفيد (سلطان بن حثلين ابو راكان) اطال الله في عمره.
كما تذكرت العم ابا راكان وانا اعزي اخواني من آل حثلين الكرام في ولدهم خالد، متذكرا الشاعر منصور بن جعشه آل ضاعن:
تقلد وسام العز من شيخه العجمان
ولبسها على راسه مثل لبسة عقاله
تجيه المدائح كنها تحتضنه احضان
لانه كفو والكفو قال السعد فاله
تطيح القصايد عند سلطان بن سلمان
تقلد على بابه وتثنا وتهداله
سلام الوفا والطيب من صادق الوجدان
ولا هو يساق إلا لشخصه ولا مثاله
نعم بالأمس رغم غياب العم الشيخ سلطان الحثلين - ابو راكان - عن المشهد الجنائزي الحزين فإن سطوة شخصيته وحب الناس وفزعتهم له جعلته الحاضر الغائب، ولا غرابة في انه صاحب الفزعات والنخوة والوجاهيات والصلح بين ابناء القبائل.
بالأمس تذكرت راكان الاول، رحمه الله، وهو مقيد اثناء نقله الى اسطنبول فقال مخاطبا حارسه حمزة:
كم مزنة نشت على الجوف واسبلت
غثا سيلها يملا الحقن من نفودها
واخرى على جودة غثاها لكنه
صرايم زرع في ليال حصودها
هكذا هو راكان ونسله، حركوا سواكن المشاعر عندي، متذكرا المفجوع بنجله الشيخ سلطان بن حثلين - ابا راكان وأنجاله الكرام وأحفاده جميعا- ولهم مني خالص العزاء.
ومضة: أيها الراكانيون عزيناكم في راكان بوفلاح في ديسمبر 2012 وفي «فلاح» ابو راكان يوليو 2024 واليوم نعزيكم في خالد ابو سلطان في أول من أمس 22 ديسمبر 2024، رحمهم الله جميعا.
كم أنت عظيم وشامخ أيها الأب المفجوع بأنجاله!
خووش حچي: سلطان الحثلين.. قدر الكبير أن يكون كبيرا وانت كبير في مواقفك خاصة في الفقد تبقى انموذجا للصبر وقدوة لكل الآباء الذين فقدوا أبناءهم.
يقول الشاعر أحمد شوقي:
كن في الطريق عفيف الخطا
شريف السماع كريم النظر
وكن رجلا إن أتوا بعده
يقولون: مرَّ وهذا الأثر
بالأمس أصابني الهم والكدر لرحيل اخي (خالد)..
وداعا خالد بن سلطان الحثلين..
وداعا أقدمه وأسجيه مجردا من كل الألقاب.
وتبقى سطوري الأخيرة لوالدي ومعلمي الشيخ سلطان بن سلمان الحثلين.
وقديما قيل: هذا الشبل من ذاك الأسد.
تبقى المقولة الشعبية الماثلة أمامنا (الابن سر ابيه) ولنا فيما ما تبقى من أولادك، وعلى رأسهم اخي وعضيدي محمد بن سلطان بن حثلين واخوانه، الخير والبركة.
قد تنسى الشخوص إلا أبا راكان، والكل يذكر فزعاته الوطنية وايضا وهو يلبي حاجات الناس من جميع القبائل والمواطنين وهم يطلبون فزعته وجاهيته في كثير من الأمور ولا ننسى ابناءه الكرام وما تعلموه منه، وهذا امر ليس بالغريب على عائلة (الحثلين) الكرام.
أول من أمس رأيت في مقبرة صبحان حب اطياف الكويت لابو راكان الغائب الحاضر وانجاله من كل اسر الكويت الذين غمروا آل حثلين بكل مشاعر الحب والوفاء والعزاء في عزاء خالد بن سلطان الحثلين، طاب ثراه ومثواه.
وتبقى الحقيقة: لم يخطئ من أسماك سلطانا فأنت متسلطن في ذاكرة محبيك وأهلك يا سلطان الصبر على قضاء الله!
رحم الله راكان القائل هذه الحكمة:
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صامله عن كثيره
رحم الله خالد بن سلطان الحثلين والمعذرة لشيخ الرجال العم الشيخ سلطان الحثلين عن تقصيرنا، وكل العزاء لك ولأنجالك وأحفادك من آل حثلين الكرام.
رب ارحم واغفر لخالد واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته في جنات عدن في الفردوس الأعلى ..يا رب العالمين.
وختاما: الله يعينك ابا راكان، فأنت والله قدوتنا في الصبر والفقد.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اقرأ وتمعن وتفكر في الموت وغيره:
يا سلطان انا قلبي همومه تعوقه
عزى لقلب مولع كل ما جاه