خلال الأشهر القليلة الماضية، وعلى مر عشر سنوات من التجريب، استمرت «سوني» في البحث عن الوصفة السحرية لفيلم الأبطال الخارقين، ورغم امتلاكها حقوق شخصية «سبايدرمان»، إلا أن التعقيدات القانونية مع «مارفل» تفرض قيودا على استخدامها لشخصيات معينة، ما يجعلها محاصرة في شبكة من الخيارات المحدودة، ومع ذلك استطاعت «سوني» تحقيق نجاحات مع أفلام مثل «Venom»، لكن النجاح ليس هو القاعدة.
وفي فيلم «Kraven The Hunter» تاريخ «كرافين» يعود إلى عام 1964، حيث عرف كأحد أعداء «سبايدرمان» الذين يطاردون الفريسة المثالية، لكن هذه المرة يقدم لنا الفيلم رؤية جديدة، حيث يتحول «كرافين» إلى شخصية تحمل قوى خارقة بعد حادثة مروعة خلال رحلة صيد في غانا، وتتداخل الأحداث مع علاقات عائلية معقدة، وصراعات بين الأبطال والأشرار، غير أن النتيجة تظل محاطة بالسخافة.
تفتقر حبكة الفيلم إلى العمق، حيث تبدو العلاقة بين الأخوين «كرافينوف» باردة وغير متطورة، ما يجعل المشاهد يشعر بالفجوة بين الشخصيات، كما أن الحوارات بدلا من أن تكون معبرة، تأتي كأعباء ثقيلة، ما يهدد بجعل المشاهدة تجربة مرهقة، ورغم كل ذلك قد يكون هناك شعاع من الأمل، إذ إن أداء الممثلين، رغم النقد، يظهر أنهم يستمتعون بأدوارهم.
في خضم هذه المغامرة السينمائية، يبقى سؤال رئيسي يلح على الأذهان: هل يمكن أن ينجح «Kraven The Hunter» في استعادة بريق عالم الأبطال الخارقين الذي بدأ يتلاشى؟ فرغم الجهود التي بذلها طاقم العمل، إلا أن العمل يظهر وكأنه يفتقر إلى رؤية واضحة تدفعه نحو التميز، ونشاهد شخصية «كرافين» في هذه النسخة تبحث عن هويتها، ما يضع المتفرج في حالة من عدم اليقين، كما يتم تقديم القوى الخارقة بشكل غير مقنع، أيضا يعاني الفيلم من عدم التوازن بين الجدية والسخرية، فقد كان من الممكن أن تعزز تلك المشاهد من روح الدعابة التي تميزت بها أفلام «سوني» السابقة، لكنها بدلا من ذلك تجلب الشعور بالملل.
في نهاية المطاف، يبقى «Kraven The Hunter» تجسيدا لتحديات عالم الأفلام الحديثة، حيث يعاني صناع السينما من البحث عن مزيج مثالي يجمع بين الإثارة والعمق، وبينما يستمر الجمهور في التوق إلى تجارب جديدة، فإن السؤال يبقى: هل ستنجح «سوني» في إيجاد هذا المزيج، أم ستظل محاصرة في دوامة من التجارب الفاشلة؟