- «الأحمر» البحريني أدخل «البدلاء» في مغامرة غير محسوبة.. واليمن يكتب التاريخ
- مستقبل بينتو وغارسيا مع الإمارات وقطر في مهب الريح بعد عروض غير مقنعة
- رينارد أعاد «الأخضر» السعودي إلى المنافسة.. وجابر يلعب «على المضمون»
هادي العنزي
انتهت الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات ببطولة «خليجي زين 26» لكرة القدم، مساء أمس الأول، لتعلن بانتهائها تأهل الأزرق وعمان عن المجموعة الأولى، والبحرين والسعودية عن المجموعة الثانية إلى الدور قبل النهائي للبطولة.
وأسفرت نتائج الجولة الحاسمة عن خروج مبكر للمنتخب العراقي حامل اللقب من الدور الأول، وكذلك المنتخب القطري بطل آسيا في آخر نسختين، والمنتخب الإماراتي أحد المرشحين للقب قبل انطلاق البطولة، إلى جانب المنتخب اليمني الذي ابتسمت له «خليجي زين 26» وفتحت له ذراعيها لتحتضن فرحته بعدما حقق فوزه الأول منذ أول مشاركة له في الكأس الخليجية عام 2003.
وشهدت الجولة الثالثة 4 مباريات مثيرة، دخلتها المنتخبات بحسابات ليست فنية فقط، كما الحال بالنسبة للمنتخب البحريني الذي أشرك مدربه غوران تالاييتش تشكيلة شابة في مباراته مع اليمن، ليتيح مزيدا من الراحة للتشكيلة التي ضمنت معه المركز الأول بنهاية الجولة الثانية، فيما كان «الأحمر» اليمني يمني النفس بفوز أول يكسر به صيام 21 عاما من الخسائر والتعادلات بأحسن أحوال، وكان له ما أراد أخيرا.
«الأزرق» دخل مواجهة مع نظيره القطري على ستاد جابر الأحمد الدولي، بخيارين لا ثالث لهما، الفوز أو التعادل ليضمن مكانا له في «المربع الذهبي»، فتسلح بقوتين عظيمتين، الجماهير والعزيمة، وقدم أداء متوازنا أمام بطل آسيا 2023، الباحث عن هويته، وإسعاد جماهيره، بعد أداء مخيب في الجولتين السابقتين.
جماهير «الأزرق» الوفية حضرت مبكرا على الموعد، فآزرت وساندت بقوة، وتجاوب «النجوم» فحلقوا بأداء قتالي، وروح عالية، سجلوا هدفا أول عبر المتألق محمد دحام، ورد له القائم محاولتين، وصمد الدفاع بقيادة «الصلب» خالد محمد إبراهيم، وخلفه الحارس خالد الرشيدي، لتمضي الدقائق الأخيرة بطيئة حتى يسجل محمد مونتاري هدف التعادل المتأخر، ورغم التعادل يبقى «الأزرق» الرقم الصعب في البطولة الخليجية.
الأرجنتيني خوان بيتزي أكثر الرابحين من المدربين الثمانية، فقد أثبت قدرته على التعامل جيدا مع ضغط مباريات البطولة المجمعة، وكسب ثقة الشارع الرياضي بثقته الكبيرة باللاعبين الشباب، محمد دحام، يوسف ماجد، معاذ الأصيمع، وبتعامله العقلاني مع قدرات لاعبي «الأزرق»، وتوظيفها بحسب المتطلبات التكتيكية لكل مباراة على حدة.
«الأخضر».. كسب الرهان
أكد المدرب الفرنسي هيرفي رينارد في المؤتمرات الصحافية التي حضرها أن المنتخب السعودي يحتاج للعودة سريعا إلى الطريق الذي اعتاد أن يسلكه في السنوات الماضية، وهذا الأمر يحتاج إلى حزمة إجراءات، ويبدو أن المدرب الذي يخوض تجربته التدريبية الثانية مع «الأخضر» بعد أولى ناجحة استمرت 4 سنوات (يوليو 2019 - مارس 2023)، لم يهدر يوما بلا عمل، وهو الخبير بالدوري السعودي، وبإمكانات لاعبي المملكة، وكانت «خليجي زين 26» محطته للانطلاق من جديد.
لم يكن المنتخب السعودي بحاجة للفوز لضمان مقعد في نصف النهائي، لكن هيرفي وسالم الدوسري، وعبدالله الحمادي كانوا يرون أن الفوز في قمة خليجية تقليدية يعد ضرورة قصوى، بادر القائد لهز الشباك، وأكمل الحمادي المهمة بنجاح، ليخرج حامل النسخة الأخيرة من الباب الضيف.
البحرين.. مغامرة غير محسوبة
بدا المدرب الكرواتي دراغان تالاييتش واثقا بلاعبيه الشباب لتحقيق فوز يراه في المتناول على اليمن، بعدما ضمن التأهل إلى نصف النهائي مبكرا، لكنه أخطأ بحساباته كثيرا، بعدما وضع تشكيلة بديلة ذات طابع شبابي قليل الخبرة، يتقدمهم الناشئ السيد أحمد الوداعي (16 عاما و4 أشهر و20 يوما)، الذي أصبح أصغر لاعب بحريني في دورات الخليج، وتلك مغامرة لم تكن مضمونة، سواء على مستوى النتائج، أو الآثار الجانبية السلبية على نفسية اللاعبين الشباب البدلاء، الذين شارك أغلبهم لأول مرة في البطولة، ليخرجوا مهزومين 1-2 أمام فريق لم يعرف طريق الفوز في البطولة منذ أكثر من 21 عاما، كان التوازن بين لاعبي الخبرة والشباب ليجنب شباب البحرين خسارة مربكة نفسيا.
«العماني».. لا يغادر مبكراً
رفض المنتخب العماني الدخول في حسابات الأهداف والبطاقات المعقدة، التي من شأنها أن تحرمه من التأهل إلى الدور نصف النهائي، فالتقى «الأبيض» الإماراتي وفي جعبته 4 نقاط جمعها من فوز على قطر (2-1)، وقبلها تعادل مع الأزرق (1-1)، وتلقت شباكه هدفا مبكرا، لكن مدربه الوطني رشيد جابر لم يغير أسلوبه التكتيكي المنضبط، ومرت الدقائق ثقيلة، وتعرض مدافعه أمجد الحارثي للإصابة قبل نهاية الشوط الأول، ليستبدله بالمهاجم صلاح اليحيائي.
واستشعر رشيد صعوبة الموقف في الشوط الثاني، فدفع بفريقه مهاجما بكثافة، مستفيدا من رغبة باولو بينتو في المحافظة على التقدم، وتراجع فريقه لينال «العماني» مبتغاه بهدف المشيفري، ووقف الحظ إلى جانب المدرب الوطني بعد تصدي الحارس إبراهيم المخيني لركلة جزاء إماراتية (95).
اليمن.. انتصر بعد 21 عاماً
امتد صبر المنتخب اليمني 21 عاما ليحقق فوزه الأول في الكأس الخليجية، ليس من السهولة بمكان أن تفوز بعد خسارتين متتاليتين، ولكن المؤشرات المدعمة بالأداء الجيد، والتطور الملحوظ، كانت توحي بأن «الصبر إلى فرج»، خسر من العراق بهدف وحيد وكان قريبا من معادلة النتيجة، وخسر من «الأخضر» السعودي بثلاثية بعدما تقدم 2-0، وانتظر حتى المباراة الثالثة، فوجد المدرب الجزائري نور الدين ولد علي الفرصة سانحة لوضع اسمه كأول مدرب يقود المنتخب اليمني إلى فوز تاريخي في «كأس الخليج»، وعلى متصدر المجموعة 2-1، ليحل رابعا (3 نقاط) وبفارق الأهداف فقط عن العراق حامل لقب «خليجي 25»!
إحباط وخيبة
عادت جماهير منتخبات قطر والإمارات والعراق إلى بلادها وهي تضرب كفا بكف، وهي تعود أدراجها مبكرا، بعدما كانت تمني النفس بلقب «خليجي زين 26» الغالي.
«العنابي» القطري بطل النسخة الأخيرة لكأس آسيا بنجومه أكرم عفيف، والمعز علي، والحارس مشعل برشم، لم يستطع حصد أكثر من نقطتين من 3 مباريات، وبشباك تلقت 4 أهداف، ليغادر ومدربه الإسباني لويس غارسيا، بعدما أهدروا عديد الفرص السهلة التي كان تسجيل عدد قليل منها يضمن لهم التأهل إلى «المربع الذهبي» ولتجدد «كأس الخيلج» مقولتها «بطولة خاصة لا تخضع لمعايير مسبقة».
أما «الأبيض» الإماراتي بمدربه البرتغالي باولو بينتو فقد جاء بحسابات، وخرج بأخرى مغايرة تماما لما جاء لأجله، انصبت ترشيحات المختصين بالشأن الكروي في صالحه بطلا للمرة الثالثة في تاريخه بعد نسختي 2007 و2013، لكن للواقع حسابات أخرى، تعادل مع عمان (1-1) ليسلك أقصر الطرق وأشقها للعودة، فبنقطتين لا يمكنك معهما الذهاب بعيدا سوى إلى المركز الثالث، ويبقى مستقبل بينتو ومن قبله مدرب قطر غارسيا في مهب الريح.
أما المنتخب العراقي فوصل بصفته حامل لقب «خليجي زين 25» في البصرة يناير 2023، وجاء وزخم تقديمه لمستويات جيدة في التصفيات المونديالية يسبقه، وكان من بين المرشحين للفوز بكأس «خليجي زين 26»، لكن القرارات والتصريحات الإدارية كانت حاضرة بصحبة الفريق، بداية منعت مدربه الإسباني خيسوس كاساس من الاستعانة بالعناصر التي يريدها (لاعبان من كل ناد فقط)، ونزال إداري على محطات التلفزة، فبدا المدرب الهادئ محبطا رغم تصريحاته المتفائلة في المؤتمرات الصحافية، ليغادر وفريقه بعد هزيمة مستحقة من «الأخضر» السعودي.. وبالثلاثة.