أبى العام 2024 الرحيل قبل أن يفجع عدة عواصم حول العالم بحوادث كارثية في مجال الطيران، فبعد الطائرة الاذربيجانية التي سقطت قبل أيام حيث قتل أكثر من نصف ركابها الـ88، تحطمت طائرة ركاب كورية جنوبية كانت تقل 181 شخصا حيث قضى جميع من كانوا على متنها إلا اثنين، فيما نجت طائرة كندية من السقوط بأعجوبة بعد هبوط اضطراري في مطار «هاليفاكس الدولي» بمقاطعة «نوفا سكوتيا»، وخرج جميع من كانوا فيها سالمين.
وكانت قد انبعثت رائحة الوقود من مطار موان الدولي في كوريا الجنوبية، حيث تناثرت حطام طائرة الرحلة 2216 لخطوط «جيجو» وانتشرت عناصر البحث والإنقاذ خلف طوق فرضته الشرطة بعد الحادثة التي أسفرت عن 179 قتيلا، فيما أعلن القائم بأعمال الرئيس تشوي سانغ-موك الحداد الوطني لمدة أسبوع على الضحايا.
وقالت مديرية الإطفاء إنه تم تحديد هوية 65 شخصا من بين القتلى الـ179، مضيفة أن عملية أخذ عينات الحمض النووية لاتزال جارية.
وتحطمت الطائرة، وهي من طراز بوينغ 737-8AS، أثناء هبوطها وعلى متنها 175 راكبا وستة من أفراد الطاقم.
ووقعت الكارثة، وهي من الأسوأ في تاريخ كوريا الجنوبية، أثناء هبوط طائرة الرحلة 2216 آتية من بانكوك.
وقال مسؤول محلي في جهاز الإطفاء خلال اجتماع مع عائلات الضحايا، وفق ما نقل عنه بيان للمديرية، «قذف الركاب من الطائرة عند الاصطدام بعائق، ما ترك لهم فرصة ضئيلة للنجاة»، مضيفا «الطائرة تحطمت بالكامل تقريبا ويصعب التعرف على جثث الضحايا».
وأظهرت صورة ذيل الطائرة تشتعل منه النيران على مقربة من المدرج وعربات إطفاء وسيارات إسعاف تقف خلفه. وتمكنت فرق الإطفاء من إخماد النيران بعد ساعات على وقوع الحادثة. وأظهر مقطع فيديو الطائرة وهي تنزلق على المدرج قبل أن تصطدم بجدار وتنفجر وتستحيل كرة لهب.
ورجحت السلطات المحلية أن يكون الحادث ناجما عن اصطدام الطائرة بطيور بالإضافة إلى عامل رداءة الطقس. وقال لي جيونغ-هيون، رئيس مديرية الإطفاء في موان، خلال مؤتمر صحافي إن «سبب الحادث هو على الأرجح الاصطدام بطيور بالإضافة إلى الظروف الجوية غير المواتية. ومع ذلك، سيتم الإعلان عن السبب الدقيق بعد إجراء تحقيق مشترك».
وأفادت وزارة الأقاليم بأن برج المراقبة حذر طاقم الطائرة من اصطدامها بالطيور. وأطلق الطيار تحذيرا قبل وقوع المأساة بدقيقتين أثناء محاولته الهبوط.
وقدمت الشركة «اعتذارها الصادق» وتعهدت بذل كل ما بوسعها للمساعدة. وقالت في بيان «نحن في شركة طيران جيجو سنبذل كل ما في وسعنا للاستجابة لهذا الحادث. نقدم اعتذارنا الصادق».
ومن جانبها، قالت شركة بوينغ في بيان، إنها على اتصال بشركة طيران «جيجو»، مضيفة أنها «مستعدة لتقديم الدعم».
وأعلن القائم بأعمال رئيس الجمهورية تشوي سانغ-موك الحداد الوطني في البلاد لمدة اسبوع، داعيا إلى تعبئة جميع الموارد لإنقاذ الركاب.
وقال تشوي في بيان «أعتقد أن كلمات العزاء لن تكون كافية للعائلات الثكلى التي ألمت بها هذه المأساة». وأضاف أن «الحكومة بأكملها تعمل معا بشكل وثيق للتعامل مع تداعيات الحادث، وتخصيص جميع الموارد المتاحة، مع بذل كل جهد لضمان الدعم الشامل للعائلات المكلومة».