@sheikha_alasfoor
كل عام وأنت بخير عزيزي القارئ، فها نحن في سنة جديدة من أعمارنا نسأل الله أن تكتمل علينا بالخير والصلاح والأمن والأمان ورضا من الرحمن.
في كل عام يشهد العالم أحداثا سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة تؤثر علينا نحن كأفراد نفسيا، فنعيش حالة من الإجهاد النفسي من توتر وتأثر وتفاعل وخوف وقلق على مستقبل أمتنا الإسلامية وعلى حالنا كمسلمين، إلا أن الانسان يظل أمام تلك الأحداث ظلوما جهولا (إلا من رحم ربي). ورغم تلك الأحداث المتواترة، فإن الكثير من الأفراد يصرون على لباس الجهالة تحت مسمى الحضارة، حيث الهرج والمرج ـ واللغو واللهو ـ والصراع القائم لأجل المركز والمال ـ واللهث وراء المادية ـ والإصرار على الخطأ ـ وضعف الوازع الديني ـ والغرق في الملذات والشهوات ـ والفكر الملتوي نتيجة اندثار القيم الاخلاقية ـ إلى جانب انحدار الوعي وضياع الأهداف نتيجة الغرق بالفتن من الناحية الدينية والإصلاحية والتعليمية والصحية والاقتصادية.
أعجبتني مقاطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعدد من الشباب والشابات صانعي المحتوى، ينشرون وعيا مهما لأقرانهم وأترابهم من الشباب والشابات من حيث السلوكيات المهمة في استقبال السنة الجديدة وخصوصا ليلتها، منها: صلاة الشكر على انهاء سنة ماضية بسلام، والدعاء لله أن يمن علينا بالأمن والسلامة في السنة المقبلة بعون الله، إلى جانب الإكثار من الذكر والتهليل والتسبيح، والهدوء النفسي والارتقاء بالتفاعل مع المناسبات البعيد عن التكليف والإسراف والإسفاف في الأمور التي بها تقليد كبير للغرب، كذلك ومن المهم العفو والصفح والصبر وكثرة الصوم، قد تم الحث عليها في كتاب الله عز وجل لعظم أجرها، إلى جانب التركيز على الأهداف منها الإصلاح الاجتماعي والديني والذاتي لأجل سعادة في الدنيا والآخرة.
فالتركيز على قيمتي الصلاح والإصلاح تحت عنوان «زيادة من حرث الآخرة» أمر مهم لأجل مستقبل موفق وآمن بعون الله، فتلك الأمور يجب أن نتداركها ونغرسها في أبنائنا ونسعى في تذكيرها لأهلينا وأفراد مجتمعنا وأمتنا، فتلك هي الرسالة الحقيقية والبناءة عند دخول سنة ميلادية أم هجرية جديدة، أسأل الله لي ولكم الصلاح والعفو والعافية في الدنيا والآخرة وأن يزيدنا من حرث الآخرة وأن نقوى بقيمنا وفكرنا وإسلامنا.