[email protected]
أنت «ملحد»؟!
يا الله.. كم أكره كلمة الإلحاد.. وأشفق على حامل اللقب..
الإلحاد من المفردات الثقيلة على النفس المؤمنة،
لأن الإلحاد كفر بالله وبما أنزل الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
بالكويتي: يعني ما في رب ولا حساب ولا جنة ولا نار!
السؤال: هل يمكن أن يتحول الملحد إلى موحد مؤمن بالله واليوم الآخر؟!
سؤال قد يصعب عليك إجابته، لأن حجم الإلحاد في تزايد، مع الأسف!
علينا جميعا أن نتعامل مع الملحدين بحكمة ورفق أسوة برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
سأقصّ عليكم قصة (ملحد تحوَّل إلى موحد مؤمن) وغيَّر اسمه من آرثر إليسون إلى (عبدالله) وهو مهندس كهربائي في جامعة سيتي لندن، ولد في بريطانيا 1920 وتوفي في سبتمبر 2000، رحمه الله (لقد نجا من النار، ورب الكعبة)!
قصة إسلام العالم البريطاني د.آرثر إليسون حكاية جميلة أفرحت المسلمين في كل مكان، لأنه كان من أكثر الملحدين عداوة للإسلام والمسلمين، وظل لسنوات طويلة يعرض فكره المنحرف وترأس جمعية الدراسات النفسية والروحية البريطانية لسنوات طويلة وهو يحاول التعرف على الأديان ويدرسها حتى توقف عند الإسلام، الذي وجده أكثر العقائد تماشيا مع الفطرة الإنسانية وتماشيا مع العقل، كما يقول هو.
يقول آرثر الذي تحول إلى عبدالله: ازداد يقيني بأن الدين الإسلامي دين الحق بعدما قرأت عن الإسلام أنه دين العلم والعقل!
يقول أخونا عبدالله - رحمه الله: أسميت نفسي عبدالله إليسون بعد أن حضرت مؤتمرا طبيا في عام 1985 دعت له الجمعية الطبية المصرية عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في مقرها بدار الحكمة بمدينة القاهرة، وكان مؤتمرا عالميا بحق، وفي هذا المؤتمر حصلت المفاجأة في الليلة الختامية وأمام مراسلي وكالات الأنباء والإعلام المصري والعالمي وعلى شاشات التلفاز وقف البروفيسور آرثر إليسون ليقولها مدوية: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وهكذا نطق الشهادتين، وقال: الإسلام هو دين الحق والفطرة، وهناك علت تكبيرات المسلمين: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، وسط دموع الفرحين والأذرع المفتوحة بمحبة الأخوة في الله!
لقد كانت الآية (42) من سورة الزمر تذكر ان الوفاة تعني الموت وتعني النوم! قال تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وأن الموت وفاة غير راجعة في حين ان النوم وفاة راجعة!
لقد أسلم عبدالله إليسون بعد أن كان معاديا للإسلام وأسس معهد الدراسات النفسية والإسلامية في لندن على ضوء الكتاب والسنّة النبوية الشريفة. ويبقى الايمان وسعينا بالحكمة والموعظة الحسنة والقدوة والتنوع بالطرح والرسائل الايجابية الروحانية.
وهكذا وجدنا ملحدا يتحول إلى موحّد ومن معاد للإسلام إلى ناصر للإسلام، إنها مشيئة الله عز وجل في خلقه، وما التوفيق والفلاح إلا من عند الله.
٭ ومضة: قصة عجيبة، عالم ملحد يتأثر بآية قرآنية ويعلن إسلامه، وهكذا نجد ان هذا الإنسان الملحد الذي درس الحقائق العلمية يتوصل الى قناعة قادته إلى الإسلام، خاصة للذين يحتجون بالعلم والعقل، وهذا ما فعله آرثر إليسون، أقصد أخانا عبدالله إليسون.
٭ خووش حچي: آن الأوان أن تتبنى وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي المنهج العلمي في الدعوة لغير الناطقين بالعربية، خاصة الغرب، ولنا في الجمعيات العلمية بوابة للدخول للحوار الحضاري بين الأديان عن طريق السلوك الأخلاقي الحضاري وسلطان العلم والعقل معا!
ما أحوجنا إلى فتح ملفات لحم الخنزير والكحول وغيرها من الموضوعات الأخرى.
ان جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت ودور الأمانة العامة للأوقاف، وكذلك قطاعات المجتمع المدني من جمعيات النفع العام والجمعيات الإنسانية تشكل مجموعة مترابطة لانتشال الأبناء من الإلحاد وآثاره المدمرة، وذلك بالعمل على غرس القيم الاخلاقية والسلوكية والاجتماعية.
إذا كان في بيتك أو حياتك (ملحد) فلا تيأس من رحمة الله، وادع له بالهداية والتوبة.
لا تفقد الأمل واحرص على التغيير وسماحة الدين وجماله وسرد القصص المؤثرة.
٭ تهنئة لمملكة البحرين الشقيقة مليكا وحكومة وشعبا ورياضيين وجماهير فوزكم، و(هارد لك) إخواننا العمانيين، ومبروك للكويت نجاح البطولة والتنظيم، وكل عام وخليجنا بألف خير، وتبقى الكرة مدورة.