www.alnsar.com
[email protected]
عندما تمتزج الرياضة بالأخوة، وتصبح المنافسة جسرا للمحبة والتآخي، يظهر وجه الخليج الحقيقي، حيث القلوب تتقارب قبل الكؤوس، والابتسامات تعلو قبل الصافرة النهائية. كأس الخليج العربي السادسة والعشرون لم تكن مجرد بطولة رياضية، بل كانت حدثا استثنائيا يعكس روح الوحدة الخليجية، وتجسدها الكويت بأبهى صورها.
منذ اللحظة الأولى لانطلاق البطولة، أبهرت الكويت الجميع بتنظيمها الراقي والبنية التحتية المهيأة لاستضافة حدث بهذا الحجم، لتثبت مرة أخرى قدرتها على أن تكون في مقدمة الدول المتميزة في عالم الرياضة. كل التفاصيل، من الملاعب إلى الخدمات اللوجستية، عكست صورة مشرقة عن هذا البلد الذي يجمع بين العراقة والحداثة.
وما زاد من تألق هذا العرس الخليجي هو الأداء المميز الذي قدمه منتخب الكويت. لقد أظهر لاعبونا روحا قتالية وتكاتفا لا يضاهى، مما أسعد قلوب كل كويتي ومقيم يعيش على هذه الأرض الطيبة. كان أداء المنتخب مصدر فخر لنا جميعا، ورمزا للعزيمة التي تعكس شخصية أبناء الكويت.
ولا يمكننا أن نغفل الدور القيادي لرئيس اتحاد كرة القدم الكويتي الشيخ أحمد اليوسف، الذي عمل بتفان وإخلاص لضمان نجاح هذه البطولة. كان حضوره ودعمه اللا محدود سببا رئيسيا في ظهور البطولة بهذا المستوى المشرف، ما يؤكد أن القيادة الحكيمة تصنع الفارق.
لكــن الـروح الرياضية لم تتوقف عند حدود الملاعــب، بل امتدت إلى المدرجات والشوارع، حيث أظهــرت الكويت كرمها المعهود واحتضنت الأشقاء من كل أرجــاء الخليج. تحولت البطولة إلى مهرجان للأخوة، حيث يشعر كل عربي بأن الكويت هي وطنه الثاني.
وفي لفتة تعكس قيم الرياضة، نتقدم بخالص التهاني إلى الشعب البحريني الشقيق بفوز منتخبه بالبطولة، فقد أظهروا أداء بطوليا يستحق كل الإشادة، كما نحيي منتخب سلطنة عمان الذي قدم مستويات رائعة وكان ندا قويا، فكلا الفريقين أثبتا أن الرياضة الحقيقية هي التي تسعد الجمهور مهما كانت النتيجة.
في الختام، لا يسعنا إلا أن نشكر القيادة الحكيمة لدولة الكويت على دعمها المتواصل للرياضة وللمبادرات التي تعزز من وحدة الشعوب. لقد كانت كأس الخليج السادسة والعشرون مناسبة تؤكد أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل جسر للتواصل، وأداة لتقريب القلوب.
الكويت دائما وأبدا، رمز الإنسانية وأرض الألفة، حيث تصنع الذكريات وترسم البسمات على وجوه الجميع.