كلما نعيش أكثر نرى ما لا يسرنا، إنها ليست نظرة تشاؤمية وإنما هي حقيقة وواقع نعيشه، منذ أكثر من عقدين من الزمن ومنذ دخول الأجهزة الذكية حياتنا ونحن في سلوكيات اجتماعية ونفسية جديدة، انعكست على الطبيعة الاجتماعية للناس نتيجة الآثار النفسية المترتبة على استخدامها، ومن أبرز تلك الآثار النفسية: تقليص طاقة الصبر عند الأفراد والرغبة في العزلة الغريبة، ومن تلك السلوكيات الملاحظة على الساحة الاجتماعية:
٭ عدم قدرة الأفراد على تحمل ظروف الآخرين إن اعترضت طريقهم.
٭ عدم القدرة على تحمل الابتلاءات المقدرة وتكون نتيجتها انحرافات سلوكية بأوجه مختلفة.
٭ عدم القدرة على الالتزام المطلق في بيئة العمل أو بحقوق الآخرين من الأرحام والأقارب وغيرهم إلا من رحم ربي.
٭ عدم القدرة على تحمل الالتزامات المادية تجاه الآخرين.
٭ الرغبة في العزلة الجغرافية والعزلة الفكرية والعزلة الذاتية، والانطلاق وراء الانفلات السلوكي لا اسميه بالحريات.
٭ الانحدار القيمي الأخلاقي في التفاعلات والتعاملات نتيجة عدم القدرة على تحمل الطرف الآخر.
ومن الأمثلة الاجتماعية التي طرأت حديثا على مجمعنا كمثال: نجد اليوم الغالبية من الأفراد لا يمتلكون طاقة صبر أمام البرامج أو الكتابات التي تحتاج لتركيز عال وفكر حاضر، كذلك نجد هناك الكثير من الآباء والأمهات غير قادرين على تحمل أبنائهم المتزوجين الماكثين في بيوتهم، فالكثير تم طرده من المنزل إلا من رحم ربي، عدم قدرة المطلقين تحمل مسؤولية الأبناء بعد الانفصال مما انعكس ذلك مشاكل نفسية وانحرافات سلوكية لأبنائهم إلا من رحم ربي، كذلك في بيئة العمل نجد الموظفين لا يحتملون من يشاركهم مكاتبهم فإما أن يتغيبوا وإما ان تخلق بينهم مشاكل ومشادات أخلاقية.
ومن الظواهر المجتمعية التي طرأت بزيادة: زيادة نسبة الطلاق - وزيادة الانفصال النفسي والجسدي بين الأزواج - ادمان المخدرات - زيادة معدلات الشكاوى القضائية بين الأرحام - زيادة معدلات الفساد الإداري - زيادة معدلات نسبة الامراض منها القلب والسكر والضغط ومشاكل صحية أخرى نتيجة الآثار النفسية المتزايدة - قلة الوازع الديني عند الكثير من الناس إلا من رحم ربي - التخلي عن المبادئ الإسلامية في الأسرة والمجتمع إلا من رحم ربي... والكثير من تلك السلوكيات المقلقة على الساحة الاجتماعية سواء كانت على المستوى الأسري أو المجتمعي إلا من رحم ربي، ولابد من تكثيف الوعي لدى الأسرة والشباب وأفراد المجتمع كافة بعواقب السلوكيات مع بيان الحلول والسلوكيات المحمودة التي تشكل حلا في التخفيف عن تلك الظواهر الاجتماعية والآثار النفسية لأفراد المجتمع.
sheikha_alasfoor@