للنجاح تعريفات عديدة ونواح لا حصر لها، منها النجاح الاجتماعي، المادي، المهني والعلمي. ولكل إنسان أحلام وأهداف يسعى لتحقيقها أو على الأقل يتمنى أن ترى النور، حتى المتقاعس عن العمل لديه أمنيات وآمال عظيمة، وكذلك الغارقون في أحلام اليقظة يبذلون جهدا بسيطا لا يكفي لتحقيق أهدافهم.
يروى أنه كان هناك شخصان يدعيان نبيل وحسن. وصل نبيل إلى أعلى مراتب النجاح، مما أثار حسد حسن. ولأن التغيير سنة الحياة شاءت الأقدار أن يسقط نبيل من القمة إلى القاع بعد إخفاق بدد أحلامه ونجاحه، مما أثار داخل حسن أحاسيس الفرح والشماتة، لأن من كان يحسده على نجاحه بات اليوم فاشلا مثل الكثيرين ممن يعيشون على الهامش.
الغريب أن «نبيل» لم يظلم «حسن» قط. مشاعر حسن تجاهه غير منطقية، مما يدل على أن مصدر تلك المشاعر السلبية هو حسن نفسه. هو لا يريد لغيره التمتع بما ليس لديه، ولا يتمنى النجاح لأحد حتى لو بلغ النجاح هو ذاته.
لكل إنسان حياته الخاصة، ولا دخل لأحد في قراراته الشخصية، فسواء أردت أن تكون ناجحا تتربع على القمة، أو فاشلا تسكن القاع كما الكثيرين، فهذا قرارك وحدك ولا يحق لإنسان على وجه المعمورة أن يتدخل في ذلك.
لكن ما دمت لا تضر أحدا بقراراتك وكيفية عيشك، فلا بأس عليك. أما إذا شعرت بالغبطة وبدأت ترقص طربا فور سماعك لنبأ سقوط فلان أو إخفاق علان، فمعنى ذلك أن هناك مشكلة حقيقية لديك.
الناجح الحقيقي لا يحسد غيره بل يتمنى الخير للجميع، ويواصل مشواره بثقة. أما الدخلاء على عالم النجاح، فلا يشعرون بالرضا مهما حققوا من إنجازات. والفاشل يتواضع أمام حقيقة أنه المذنب الوحيد بخصوص فشله، أو يحتقر العالم الخارجي ويلقي باللوم على كل شيء، ويتمنى زوال النعم عن الآخرين.
وعلى ذلك، فمن يشعر بأنه يفرح لفشل أحدهم فلابد أن يراجع نفسه وينقب عن منبع تلك المشاعر السلبية، فإذا كنت لا ترضى عن أي نجاح تحققه، أو تحسد من ينجحون لأنك لم تحقق ما حققوه، فذلك مؤشر على أنك تعاني من ضعف تقدير الذات ولا تبذل الجهد الكافي وصولا إلى حيث ترنو.
حاول أن تكتشف حقيقة تلك المشاعر المؤذية لك ولكل من حولك، والعمل على التخلص منها والاستعاضة عنها بمشاعر المحبة وتمني الخير للآخر. فإذا لم تستطع إلى ذلك سبيلا فلا تتردد في الذهاب إلى اختصاصي نفسي يساعدك في التغلب على مشاعر يمكن أن تلحق الأذى الشديد بك وبجميع من يحيط بك.
Instagram: @hamadaltamimiii