في ظل الظروف السيئة بمناطق مختلفة من العالم، وفي ظل عدم اكتراث الكثير من دول العالم بالأوضاع الصعبة التي تعيشها بعض الشعوب والتي تعاني خلالها أقسى الظروف من جوع وحاجة للعديد من مستلزمات الحياة الضرورية، وأيضا في ظل عدم اهتمام البعض بتقديم ما في استطاعته لمساندة تلك الشعوب وبالأخص في حالة تعرضها لانقلاب في الظروف التي كانت معتادة عليها، وفي هذا المثال الذي نقصده في موضوع مقالنا اليوم هو تلك النقطة البيضاء واللفتة الإنسانية التي حدثت حينما تغيرت الأوضاع في سورية، وأصبح فيه هذا البلد يفتقد الكثير من مقومات الحياة في ظل النظام أو الحكم الجديد إثر سقوط نظام الأسد فيه، فإنه ما إن استقرت الأوضاع في هذا البلد المنكوب حتى ظهرت لفتة الدول الخليجية للمسارعة في تقديم العون والمساعدات الإنسانية وكل مايلزم لمساعدة أشقائهم من الشعب السوري الذي طالما عانى الكثير من الويلات متعددة الأصناف من معاناة ومآس وجوع ونقص من الأموال والأنفس. فسارعت كما أسلفنا لتحريك أساطيلها من الطائرات التي تحمل السلام والمساعدات بشتى أنواعها لإيصالها لمستحقيها في سورية. فكانت مساندة الأخ لأخيه في ظروفه التي يمر بها. وقدمت بذلك أروع الأمثلة في العمل الخيري والدعم الإنســاني. وبعيدا عن أي حســـابات مـــن هنا أو هناك قدمـــت دول الخليج ما قدمته دون انتظار لمصلحة أو مكاسب من أي نوع كان. بل قدمت ما قدمته عن طيب خاطر وواجب في الإنسانية بالدرجة الأولى. ومن ناحية أخرى نقول إن ما قامت به دول الخليج العربي مجتمعة ليس بغريب على أهل هذه المنطقة من العالم التي جبلت على تقديم العون والمساعدة وإغاثة الملهوف على مدى تاريخها ومنذ أن حباها الله عزّ وجلّ بكل أسباب الغني والثروة أدامها الله عليها دائما وأبدا، وهي التي لم تأل جهدا أو لم تنعم بما أنعم الله عليها من نعم وحدها بل شاركت فيها دول وشعوب وإخوة لها في الإنسانية وليس في الإسلام فقط. واستمرت على هذا النهج عقودا وعقودا. وقدمت الكثير من المبادرات والمساعدات الإنسانية وغيرها من شتى أنواع الدعم.
فشكرا لكل الجهود في الدول الخليجية للمساعدة التي قدمتها وبادرت فكانت من السباقين في عمل الخير. وهنا وفي هذا الصدد لابد لنا من أن نذكر بأننا كشعوب خليجية ونحن نرى ما تقوم بها قياداتنا سدد الله على الخير خطاهم، يعطينا ذلك الأمان والانطباع المطمئن على مستقبلنا وحياتنا التي يحمونها ويسعون لتوصيلها لبر الأمان. وبالله التوفيق.
[email protected]