علينا ان نشيد بالموقف الرائع والتاريخي لحكومة الكويت بإصدارها بيانا في تاريخ 8 يناير الجاري، أعربت فيه عن استنكارها الشديد لقيام عدد من الحسابات الرسمية التابعة لحكومة الاحتلال الصهيوني بنشر خرائط تزعم زورا أنها تاريخية! تضمنت تلك الخرائط «المزيفة» أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى أجزاء من أراضي دول عربية مجاورة مثل الأردن ولبنان وسورية، وهو ما يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وأكدت أن مثل هذه الادعاءات الكاذبة تسهم في تأجيج التوترات والصراعات والعنف، كما تعكس سياسة الأمر الواقع التي تهدف إلى تكريس الاحتلال. ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ خطوات حاسمة للتصدي لهذه الممارسات غير الشرعية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
انطلاقا من إشادة مستحقة كهذه علينا أن نقول: ان مواقف الصهيونية إعلاميا وحركيا على أرض الواقع هي شر عدائي متواصل ضد كل ما هو عربي، و«لا» تتوقف «الصهيونية» عن تكرار اثبات حلمهم المريض بالتوسع في نفوذهم الأمني والعسكري والسياسي والاستخباراتي على كامل الوطن العربي، وعلينا ان نتذكر انه في الأمس القريب قام مجرم الحرب «نتنياهو» بالإعلان على منصة الأمم المتحدة عارضا خريطة تظهر فلسطين التاريخية، بما يشمل الضفة وغزة والجولان على أنها «دولة إسرائيل المزعومة» وقبله أعلن شيمون بيريز عن مشروع مشابه في التسعينيات وكلها حاولوا تنفيذها.
ان علينا ان نعلم: ان اعداءنا من العنصريين الصهاينة لا يقومون بأي تصرف عشوائي بل هم يتحركون ضمن خطط ودراسات يقومون بها ويطبقونها فهم يفكرون ولا يتحركون بشكل اعتباطي ولديهم النفس الطويل لتدمير كل ما هو عربي وهذا الأمر يعكس مشروعهم الفكري العنصري الذي لا يحترم قرارات لشرعية دولية ولا يلتزم بأي من أحكام القانون الدولي.
إذن هذه هي مشاريعهم التي يقومون بها وأحلامهم التي يعلنونها رسميا وعلينا أن نتابعها ونقرأها ونفهمها ونستعد لها وألا نكون لقمة سائغة او ان ننتظر ان يتم تصفيتنا او القضاء علينا او حتى إضعافنا او تخديرنا في الاسترخاء القاتل ليتمددوا إلينا وهم يعملون على مدار الساعة من اجل أهدافهم الشريرة ويوظفون كل طاقاتهم وإمكاناتهم ومواقع القوة لديهم في العالم ومفاتيح نفوذهم من اجل المضي بها لتحقيقها.
ان اعداءنا الصهاينة لديهم مشروعهم ولكي نتصدى لهم علينا نحن العرب ان يكون لدينا مشروعنا المقابل، وهنا أتصور ان علينا نتحرك كـ «كويتيين» رسميا وشعبيا مع بقية اخواننا في مشروع إقامة «الاتحاد الخليجي» بشكل أكثر تسارعا وخاصة مع وجود مساحات مشتركة مصلحية مفيدة لجميع اهل الخليج وأنظمتها ان يتوحدوا فيها ولا توجد فيها مشاكل تقنية إدارية، منها المجال الصحي والتربوي والتعليم الجامعي والتأمين والنقل والاتحاد الضريبي وتوحيد الاتحادات الرياضية وتوحيد اشكال البطاقات والهويات... إلخ، كما قام بذلك سابقا «الاتحاد الأوروبي» ونجحوا.
اذن فإقامة مشروعنا العروبي الوحدوي الخليجي هو الرد «الوقائي» على اعدائنا، والطريق إليه من خلال مشاريع الوحدة على مختلف المجالات هو ما هو مهم وبذلك نحصن أنفسنا من الشر الصهيوني ونستطيع بذلك ان ندافع عن أنفسنا.