كل واحد فينا يبحث عن الحب والصداقة، عن شريك يبادله العشق ليؤسس معه أسرة ويعيشا معا برفقة أطفالهما طوال العمر، وعن رفيق يشاركه همومه وأفراحه واهتماماته، ويأتمنه على أسراره ويقف إلى صفه عندما يحتاج إليه، فالشريك توأم الروح، والصديق وقت الضيق.
إن هذه الحاجة الفطرية المتأصلة فينا، هي ما تدفعنا في كثير من الأحيان إلى فتح أبواب قلوبنا للناس من حولنا، أملاً في تكوين الصداقات وتعميق أواصر المحبة معهم، فلا يطيب العيش إلا بصحبة الأقران ولا سعادة في الوحدة.
فالحب والصداقة من أهم العلاقات الإنسانية التي تلعب دورا كبيرا في حياة كل فرد في المجتمع، ومن أبرز الأمور التي تعزز صحته النفسية والعقلية وتبلور شخصيته وتنميها على المحبة الصادقة والاهتمام المتبادل.
ولهذا، يعتبر وجود أشخاص محبين داعمين في حياة الإنسان دعامة من دعامات السعادة والنجاح، كما أن العلاقات الاجتماعية مهمة جدا لتحسين قدرتنا على التعامل مع التوتر بصورة أفضل. وبالتالي، فإن امتلاك المرء للعديد من الأصدقاء والمعارف والأحبة يعد كنزا ثمينا يثري حياته على الصعيدين الشخصي والمهني.
لكن ليس كل باب نفتحه يدخل منه من يستحق الدخول لأنك إن جعلت من فؤادك مدينة تفتح أبوابها لكل من هب ودب دون تفتيش ولا احتياطات أولية، فلا تستغرب أن تتعرض مدينتك إلى السرقة والخداع من قبل لصوص المشاعر الذين لا غاية لهم سوى الحيلولة دون وصول قوافل الحب الحقيقية إلى مدينتك، فهم أشبه بالجراد الذي يأتي على محصول فيجعله هباء منثورا.
من هذا المنطلق، علينا أن نكون حذرين في اختيار أحبائنا وأصدقائنا، فنزعتنا الغريزية إلى تكوين علاقات طيبة مع الآخرين وحاجتنا الماسة إلى شركاء في حياتنا، لا تعني أن ندع أنفسنا لقمة سائغة أمام الانتهازيين والمدعين الذين يتحركون بدافع من مصالحهم الذاتية، فيمثلون دور الأحبة أو الأصدقاء بينما يخبئون خلف القناع حقيقة مخالفة لما يظهرونه، لهذا عليك أن تتعلم ألا تثق في أحد وتمد له البساط قبل أن تختبره على أرض الواقع من خلال مواقف لا يمكن إلا أن تكشف الستار عن المخبوء لتظهر الحقيقة كعين الشمس.
احرص على أن تبقي بعض الأبواب في الحب أو الصداقة مغلقة، من دون أن تكون في الوقت ذاته أشبه بمدينة نائية لا تدع أحدا يلجها، لأنك بذلك ستحيا في وحدة مطلقة وستخسر بالتالي جانباً مهماً في الحياة، ألا وهو العلاقات الإنسانية. وكن حكيما ومتوازنا في الحب والصداقة وكل شؤون حياتك، تعش سعيدا وبمنأى عن كثير من المواقف والأحداث غير السارة. والحكمة تقتضي أن تفتح باب قلبك لمن يستحق، وتغلقه في وجه من لا يستحق.
Instagram: @hamadaltamimiii