وفقا للمعطيات الحالية بعد سقوط نظام الأسد، فيما يخص العلاقات بين إيران وسورية، فإن تلك المعطيات التي لم تتضح معالمها حتى الساعة، واعتمادا على ما يجري حاليا فإن العلاقات بين سورية وإيران تتجه نحو العدائية أو لنقل الجمود السلبي الذي يشوب تلك العلاقات في الوقت الحالي، وذلك في ظل عدم وجود تغيير حقيقي في تلك العلاقة أقله فيما يخص التصريحات المتبادلة بين البلدين مؤخرا والتي لا توحي بأي بوادر إيجابية، فيما عدا التصريح الفقير الذي صرحت به إيران على لسان بعض مسؤوليها الكبار فور تغير الموقف في سورية وسقوط النظام، عندما أعلنوا دعمهم لسيادة سورية وسلامة أراضيها، وبأن طهران تعتبر أن تفكك سورية أو الدعوة إلى عدم الاستقرار فيها سيكون على حساب المنطقة بأسرها.
بالتــالي فــالمواقف على حالها خاصة إذا ما أكــدنا فــيها علــى مـــوقف إيران في منطقة الشرق الأوسط علــى الأخص. وفيما يبدو أن الأمــور تتجه نحو السلبية بين العلاقات. ولعل أهم ما يؤكد تلك السلبية هو أن النظام الحالي في سورية بعد سقوط نظام الأسد لم يكن بينه وبين إيران أي عمار أو لنقل أي توافق. وإنما تضارب على جميع الأصعدة وبالتالي نقول إن مستقبل العلاقات بين البلدين يظهر في صورة سيئة. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى فإن موقف إيران الذي كان داعما أساسيا وقويا للنظام السابق يتعارض مع سياسة النظام الحالي الذي أسقط نظام الأسد وفق ظروف دولية غير واضحة الملامح وفقا لمعطيات الظروف في تلك المرحلة أي قبل سقوط نظام الأسد. وأيضا نقول إن المتغيرات الحالية في المنطقة وسياسة النظام الجديد في سورية غير مكتملة الأركان في المواقف ربما بسبب التغير المفاجئ وسقوط النظام بطريقة دراماتيكية غير متوقعة بتاتا على الرغم من التقارير التي أوحت بأن تغييرا ما سيحدث من واقع المعطيات هناك قبلها، حيث تغيرت الكثير من المواقف الدولية وعلى الأخص مواقف الدول ذات موطئ القدم والقواعد في سورية. وعلى صعيد آخر مهم جدا لمن يرغب في إرساء الهدوء والسلام في منطقة الشرق الأوسط نقول إن هناك فرصة حقيقية لجميع الدول بما فيها إيران وذلك في ظل التغيرات الجديدة، ووفقا لرأي قائل إنه بإمكان سورية أن تلعب دورا مهما في «حرب الممرات»، وهي الحرب التي ستكون برأيه مهمة في العالم وربما سوف تكون من أهم ركائز الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في المستقبل، لاسيما مع المخاطر التي تتهدد الممرات في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي دفع دولا مثل الصين والهند للبحث عن بدائل أقل خطورة، وهنا مربط الفرس حيث ستكون سورية مهمة للجميع (الهند والصين، وأميركا وأوروبا). وبناء عليه فإن أي استقرار حقيقي في سورية وبالمقابل أي استقرار حقيقي بين سورية وإيران على صعيد العلاقات ستكون له مكاسب إيجابية على أكثر من صعيد وعلى رأسها الاقتصادي. والله الموفق.
[email protected]