تلقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة اتصالا هاتفيا من القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، جرى خلاله بحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد جدد تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت تجاه دعم استقلال سورية وسيادتها على كامل أراضيها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ودعمها المساعي كافة التي تهدف إلى تحقيق تطلعاته إلى الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الشرع أجرى اتصالا هاتفيا مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تناول فيه الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة.
وبحث قائد الإدارة السورية الجديدة والرئيس الإماراتي خلال اتصال الجمعة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفقا لـ «سانا» التي أضافت: «شدد الجانبان على أهمية التنسيق المستمر وتكثيف الجهود لدعم الشعب السوري وحماية وحدة أراضيه والتزامهما بالعمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة».
في غضون ذلك، استقبل الشرع ووزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة أسعد الشيباني وفد جامعة الدول العربية برئاسة حسام زكي الأمين العام المساعد والممثل الشخصي للأمين العام لجامعة الدول العربية.
وبحث الجانبان آخر تطورات الأوضاع في سورية، ومسارات العملية السياسية في البلاد.
وأعرب وزير الخارجية السوري، خلال مؤتمر صحافي مشترك في دمشق مع الأمين العام المساعد، عن تطلع سورية إلى «فتح صفحة جديدة من التعاون والتكامل مع أشقائنا العرب»، وعودتها لمقعدها في جامعة الدول العربية.
وقال الشيباني إنه «نعمل على عقد مؤتمر وطني يضم مختلف مكونات الشعب السوري، ونعمل على توفير البيئة الآمنة لعودة السوريين اللاجئين».
ودعا الشيباني الدول العربية إلى المساهمة في جهود إعادة الإعمار في سورية، مؤكدا استعداد الإدارة السورية الجديدة لتقديم كل التسهيلات للاستثمار في سورية.
وشدد وزير الخارجية السورية على الاستمرار «في حفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة، ونناشد المجتمع الدولي إعادة النظر في العقوبات»، مؤكدا الالتزام «بتحقيق الاستقرار والأمن الاقتصادي والسياسي في البلاد».
وأضاف ان دمشق تنتظر من جامعة الدول العربية الدعم والتقدير للشعب السوري، وإسراع حالة التعافي، مؤكدا أن سورية جزء من الجامعة العربية.
واعتبر الشيباني أن سورية ستكون «جانبا فاعلا ومؤثرا» في الجامعة، وداعمة لجهودها، كما أنها ستكون «إضافة حضارية» للجامعة، وتعيد للجامعة الصورة التي غابت عنها خلال السنوات الماضية، وأنه سيكون هناك تناغم وتفاعل بين سورية وجامعة الدول العربية على جميع المستويات.
من جانبه، قال الأمين العام المساعد للجامعة إن سورية «بلد محوري، وما يحصل فيها يؤثر على الدول العربية»، مشيرا إلى أن عضويتها في الجامعة العربية سارية بعد رفع تجميدها منذ 2023.
وأضاف زكي: «أجرينا حوارا شاملا وصريحا مع رئيس الإدارة السورية الجديدة وزيارتنا لدمشق تشكل أساسا للتقرير الذي سنعده لجميع الدول العربية حول الوضع في سورية».
وتابع: «سنقدم رؤيتنا لتكون جميع الدول العربية على ذات الاتجاه من سورية»، مؤكدا أن الدول العربية «مهتمة بتحقيق الاستقرار في سورية». وأشار الأمين العام المساعد للجامعة العربية إلى أن «العقوبات المفروضة على سورية لم يعد لها مبررات الآن، وسنعمل بالتنسيق مع الجانب السوري من أجل رفعها»، داعيا إلى «تفاعل سريع مع الجهود الرامية لدعم الشعب السوري، وإعادة البلاد إلى مسارها الطبيعي».
وأشار زكي إلى أن الجامعة العربية قدمت رؤيتها بشأن مستقبل سورية للإدارة السورية الجديدة.
ورغم أن دولا أوروبية وعدت برفع العقوبات، وعلقت الولايات المتحدة جزءا منها، لا يزال هذا الملف يشكل أولوية للسلطات الجديدة، ويخوض أعضاؤها اجتماعات دورية مع دول أخرى لتحقيق هذا المطلب.