الحرية هي المسؤولية الكاملة في الامتثال للقيم الإنسانية، فالقيم هي منبع التحرر من القيود الشهوانية التي أصبحت أساس الصراعات على المستوى الأسري والمجتمعي نتيجة تضارب القيم، ولكون أن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى للفرد فإنها منبع الإنتاجية التي تبدأ منها وتنتهي بأصالة التربية الذاتية على المستوى الفردي، وعليه - فإن التنشئة الصحيحة هي التي تغرس حصيلة قيم في أبنائها من خلال التركيز على السلوكيات التي يستسهلها البعض اليوم ومنها:
- الحرص على التجمع على مائدة الطعام في أوقاته المحددة وعدم رفض نوعية الطعام المقدم.
- الحرص على احترام نظر ومسامع المحارم فعلى الأم أن تكون قدوة لبناتها بعدم التعري أمام المحارم وإن كانوا داخل المنزل، والتزام الإناث بمختلف أدوارهن الاجتماعية على اللباس الساتر بعيدا عن ملابس النوم أو الضيقة أو المتعرية أو القصيرة، فالحياء أصل الدين.
- حرص الآباء على عدم تأخر أبنائهم خارج المنزل سواء للإناث أم للذكور، وصون الأنثى بعدم سفرها للخارج دون محرم.
- النظامية والحزم لأوقات الصلاة والحرص على الذهاب للمساجد، وسلوكيات الذكور داخل المنزل وخارجه في الامتثال للقيم الرجولية، وأجمل ما يمكن اقتباسه هو في توصية لقمان الحكيم لابنه في القرآن الكريم.
- رقي الحوار بين الأفراد داخل الأسرة وحفظ اللسان عن آفاته، والتصحيح اللغوي للأبناء باستمرار.
- توجيه الإناث بعدم الاختلاط بالمجتمعات المزدحمة بالناس، وانتقاء الأوقات المناسبة للخروج.
- تعزيز طاقة الحب لدى الأبناء منذ نعومة اظافرهم لكي تشع منهم عند كل جماعة ينتمون إليها في المستقبل.
- الاحترام وقلة الكلام سلاحان ضد بوائق التفاعلات والتعاملات.
- تقديس الوقت والانضباط في المواعيد.
- التضحية وتقديم التنازلات، ومهارة الرحيل والانسحاب في المواقف التي تتطلب ذلك.
- تقبل التغيرات التي تطرأ على الأسرة واختلاف الآراء.
- الفهم الصحيح للدين وعدم التخاذل لأي توجه سلوكي وتعظيم شعائر الله في قلب الأبناء، فذلك من تقوى القلوب، وهي أصل الحرية الشخصية.
- تعليم الرفق في كل شيء، والمرونة في معالجة الأمور، إلى جانب الهين واللين في الأقوال والأفعال.
والكثير من الأمور التي قد فلت الكثير منها داخل الأسرة الواحدة، ولم يكترث الكثير لها، فمفهوم الحريات اليوم عبارة عن دعوة للانفلات وليس الحرية بمعناها البلاغي الصحيح، فعندما نؤسس أبناء صالحين مؤهلين لمرحلة الرشد فذلك عنوان العملية التربوية، فإن الرشد بحد ذاته يعني معرفة حدود الله عز وجل والفهم الصحيح للدين في الحقوق والواجبات والتعاملات والتفاعلات، وعليه تكون الحرية الصحيحة في التنشئة الاجتماعية والنفسية للأبناء، فالتربية الراقية هي مهمة ليست بالسهلة فهي توازن ذكي بين الصلاح والإصلاح.
sheikha_alasfoor@