- الكويت استعرضت جهودها للتنويع والتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة ومتعدد المصادر
- «دافوس 2025» أتاح الفرصة للكويت لتعزيز علاقاتها مع الأطراف الدولية الرئيسية
- الاستثمار في رأس المال البشري يتماشى مع أهداف البلاد لتحسين النظام التعليمي
- التزام الكويت بالانتقال إلى مستقبل مستدام أحد النقاشات المهمة المطروحة ضمن فعاليات المنتدى
عقدت الدورة السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس 2025) في الفترة من 20 إلى 24 الجاري في مدينة دافوس السويسرية، حيث جذب الحدث خلال نسخة العام الحالي ما يقرب من 3 آلاف مشارك من أكثر من 130 دولة، وكان تحت شعار «التعاون من أجل العصر الذكي».
وشاركت وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار نورة الفصام في فعاليات المنتدى هذا العام، حيث برز الدور النشط والمؤثر للكويت في مناقشات «دافوس 2025»، وذلك بفضل موقع البلاد الإستراتيجي بمنطقة الخليج وجهودها المستمرة لتنويع اقتصادها، وجاءت مشاركة الكويت في المنتدى بعدة طرق رئيسية تضمنت ما يلي:
٭ عرض جهود التنوع الاقتصادي: تعمل الكويت بنشاط على تقليل اعتمادها على النفط من خلال تعزيز قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا والمالية والطاقة المتجددة. وقد وفرت دافوس منصة فريدة للكويت لعرض مبادرات رؤية 2035، التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد قائم على المعرفة ومتعدد المصادر. وأتاحت المناقشات حول «إعادة تصور النمو» للكويت فرصة لعرض تقدمها في هذه المجالات وجذب الاستثمارات والشراكات الدولية.
٭ المشاركة في نقاشات العصر الذكي: مع تحول العالم سريعا نحو الذكاء الاصطناعي والأتمتة، شاركت الكويت في نقاشات الدائرة المستديرة المتعلقة بمستقبل الصناعات في هذا «العصر الذكي»، حيث يعد اهتمام الكويت المتزايد بالمدن الذكية والتحول الرقمي والابتكار التكنولوجي من أبرز المجالات التي يمكن أن تسهم في هذه المناقشات. وقد مكنت المشاركة بهذه الحوارات الكويت من التعرف على أفضل الممارسات العالمية وتشكيل شراكات تسهم في تسريع تطوير بنيتها التحتية التكنولوجية.
٭ الاستثمار في رأس المال البشري: كان الاستثمار في البشر من الموضوعات الرئيسية في دافوس 2025، ويتماشى مع أهداف الكويت لتحسين نظام التعليم وتحضير القوى العاملة لمتطلبات الوظائف المستقبلية.
وشاركت الكويت في الندوات المتعلقة ببناء المهارات، وإصلاحات التعليم، وتنمية القوى العاملة، وعرضت جهودها في تطوير رأس المال البشري واكتسبت أفكارا حول إستراتيجيات ناجحة من دول أخرى.
٭ الريادة في الاستدامة والطاقة المتجددة: بالنظر إلى التزام الكويت بالانتقال إلى مستقبل مستدام، طرحت النقاشات حول حماية كوكب الأرض فرصة كبيرة للبلاد لعرض مشاريعها في مجال الطاقة الخضراء، بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. حرصت الكويت على المشاركة في محادثات حول تغير المناخ، والسياسات المتعلقة بالحياد الكربوني، والحفاظ على البيئة، مما يساهم في تعزيز مكانتها كقائد في التنمية المستدامة في المنطقة.
٭ تعزيز الشراكات العالمية: أتاحت دافوس 2025 فرصة للكويت لتعزيز علاقاتها مع الأطراف الدولية الرئيسية، من الشركات متعددة الجنسيات إلى الحكومات والمنظمات الدولية. من خلال المشاركة في حوارات حول إعادة بناء الثقة والتعاون الدولي، ومن خلالها أكدت الكويت التزامها بالسلام الإقليمي والاستقرار بينما تسهم مع بقية الدول في معالجة التحديات العالمية.
٭ تعزيز تأثير الكويت العالمي: من خلال تأثيرها المتزايد في السياسة والاقتصاد الإقليميين، تمكنت الكويت من خلال مشاركتها في دافوس 2025 بتعزيز بصمتها الديبلوماسية على الساحة العالمية. من خلال الاندماج مع المبادرات العالمية والدعوة إلى التعاون الإقليمي والتنمية الاقتصادية والعمل المناخي، يمكن للكويت تعزيز مكانتها كفاعل رئيسي في النقاشات الدولية.
٭ التطلع إلى المستقبل: كان دافوس 2025 شهادة على قوة التعاون العالمي في معالجة القضايا المعقدة.
ومع مشاركة المشاركين في حوارات مثمرة وتشكيل شراكات جديدة، أصبح من الواضح أن العالم يواجه نقطة تحول. إن القرارات المتخذة والإجراءات المنفذة في السنوات المقبلة ستشكل مستقبل الاقتصاد العالمي والمجتمع والكوكب. سيكون التركيز على التعاون الذكي، والابتكار، والثقة أمرا حاسما لضمان مستقبل مزدهر ومستدام للجميع.
5 مواضيع أساسية
على صعيد منتدى دافوس 2025، جمعت الفعالية العالمية قادة من الحكومة، الأعمال، الأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني لمناقشة التحديات والفرص الأكثر إلحاحا التي يواجهها العالم. وتمحورت مناقشات «دافوس 2025» حول 5 مواضيع أساسية تعتبر حاسمة لمواجهة تعقيدات العالم المعاصر، وهي:
٭ إعادة تصور النمو: فمع استمرار الاقتصادات العالمية في التعافي والتطور بعد الجائحة، كان التركيز على إعادة تعريف النمو بطريقة أكثر شمولا واستدامة ومرتكزة على المستقبل. استكشف القادة السياسات الجديدة لتنمية اقتصادية مستدامة، بعيدا عن المقاييس التقليدية، مع التركيز على تأثيرات البيئة والمجتمع كعناصر أساسية للنمو.
٭ الصناعات في العصر الذكي: في ظل مساهمة التكنولوجيا، لاسيما الذكاء الاصطناعي (AI)، بإعادة تشكيل الصناعات حول العالم، في دافوس 2025، تمحورت المناقشات حول كيفية تأقلم الشركات والقطاعات الصناعية مع «العصر الذكي»، وشملت النقاشات الابتكارات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، ومستقبل العمل، مع التأكيد على ضرورة توافق التقدم التكنولوجي مع احتياجات المجتمع.
٭ الاستثمار في البشر: كانت إحدى الركائز الأساسية في دافوس 2025 الاعتراف بأن رأس المال البشري هو مفتاح الازدهار على المدى الطويل. وفي ظل التحولات التكنولوجية والاقتصادية، تم التركيز على أهمية الاستثمار في الناس، لاسيما من خلال التعليم وبناء المهارات والرعاية الصحية. وناقش القادة كيفية تجهيز القوى العاملة العالمية بالأدوات والمعرفة اللازمة لوظائف المستقبل، مع ضمان توفير فرص متكافئة.
٭ حماية كوكب الأرض: كانت قضايا تغير المناخ والاستدامة البيئية في صدارة أولويات دافوس 2025. ومع التحديات البيئية غير المسبوقة التي تواجه كوكب الأرض، كان المنتدى مركزا للحلول المتعلقة بالحفاظ على البيئة في ظل النمو الاقتصادي. وشملت النقاشات التحول إلى الطاقة المتجددة، والسياسات الخاصة بالحياد الكربوني وأهمية التعاون الدولي لمواجهة تدهور البيئة وحماية الأجيال القادمة.
٭ إعادة بناء الثقة: في عالم يعاني من التزايد المستمر في الاستقطاب والمعلومات المضللة والأزمات العالمية، كانت إعادة بناء الثقة بين المؤسسات والجمهور موضوعا رئيسيا في دافوس 2025. وشدد المشاركون على ضرورة زيادة الشفافية والمساءلة والقيادة الأخلاقية عبر القطاعات المختلفة. وكانت تقوية الثقة جزءا أساسيا لتحفيز العمل الجماعي على معالجة القضايا العالمية الأكثر إلحاحا، من الصحة العامة إلى تغير المناخ.
٭ نهج تعاوني: شدد شعار «التعاون من أجل العصر الذكي»، على الحاجة إلى نهج جماعي عبر القطاعات لحل التحديات العالمية. وفي عالم يتغير بسرعة لا يمكن لأي دولة أو مؤسسة أو شركة حل هذه المشاكل بمفردها. وطوال الأسبوع كانت هناك دعوة واضحة لزيادة التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني لمواجهة التحديات المشتركة وبناء مستقبل مستدام ومرن.
في الختام، كان منتدى دافوس 2025 لحظة حاسمة للقادة العالميين للتجمع معا ومشاركة الرؤى ووضع خارطة طريق للتحديات والفرص المستقبلية.
ومع الشعار «التعاون من أجل العصر الذكي» كمرشد، سلط المنتدى الضوء على أهمية العمل الجماعي لبناء عالم أكثر شمولية واستدامة وتكنولوجيا.
إن مشاركة الكويت النشطة في هذه النقاشات توفر فرصا قيمة للبلاد لعرض مسار نموها وتشكيل شراكات دولية مؤثرة للمستقبل.