بيروت - أحمد منصور
بعد صدور قرار وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، الذي قضى بإنشاء بلدية في السعديات، يتحضر أهالي البلدة، وغالبيتهم من العشائر العربية، لخوض أول انتخابات بلدية واختيارية وتشكيل أول مجلس بلدي من العشائر في منطقة الجبل وتحديدا في الشوف.
السعديات كبلدة منشأة منذ العام 1959 بموجب المرسوم الاشتراعي 116 تاريخ 1959/6/12، وكانت ملحقة ببلدة الدامور، لعدم وجود العدد المطلوب من الناخبين، حيث كانت تعتبر حيا من أحيائها. وكانت البلدة تعيش حرمانا مزمنا، ما دفع بالعشائر إلى التفكير جديا في تشكيل كيان خاص بهم، مع تزايد العدد السكاني لهم وللمواطنين اللبنانيين القاطنين في السعديات.
كانت البدايات الأولى لتحقيق المشروع على أرض الواقع وخارطة المنطقة، مع «تيار المستقبل» والنائب السابق محمد الحجار، الذي عمل وبدعم من الرئيس سعد الحريري على وضع المشروع على سكة التنفيذ، وتابعه منذ العام 2016، إلى أن توج بصدور القرار عن الوزير مولوي عام 2022.
الحجار شرح لـ «الأنباء» تفاصيل ملاحقته للمشروع، فأشار إلى أنه «بعد مراجعات عدة ولسنوات مع المسؤولين في وزارة الداخلية، وعقد اللقاءات مع بلدية الدامور، توصلنا بالتفاهم مع البلدية إلى ضرورة ان يكون لأهالي السعديات كيان خاص بهم، خصوصا أن بلدتهم قائمة منذ العام 1959. لكن الإشكالية كانت في كيفية تحديد النطاق الإداري والعقاري لها». وأكد «انه تم التوافق على هذا النطاق برضى تام من الأطراف جميعهم، من عشائر السعديات وأهالي الدامور ومجلسها البلدي، الذي وقع بالإجماع على الخريطة التي تحدد النطاق الاداري لبلدة السعديات».
وأضاف:«سبق ذلك البدء بالإجراءات اللازمة لاستحداث سجل نفوس خاص ببلدة السعديات. وباشرت خطواته الأولى في العام 2016 مع وزير الداخلية وقتذاك نهاد المشنوق. واستحصلت منه على قرار حمل الرقم 1823/م ع، تاريخ 2016/9/2 صادر عن مدير عام الاحوال الشخصية سوزان الخوري، قضى بالطلب من مأمور نفوس الشوف فتح سجل خاص بقرية السعديات في قضاء الشوف».
واعتبر الحجار «ان الروتين الاداري في الإدارات اللبنانية، كان سببا في تأخير تنفيذ القرار». ولفت إلى «انه تابع إجراءات التنفيذ مع الوزيرة ريا الحسن عندما تسلمت وزارة الداخلية والبلديات. «وفي سبتمبر 2019، أعطت توجيهاتها بالبدء بنقل سجلات أهالي السعديات من الدامور إلى سجلات خاصة بالبلدة. وبالفعل نشرت وزارة الداخلية في شهر فبراير 2020 القوائم الانتخابية للبلدة».
واعتبر أن بلدية السعديات، «ستكون الأولى للعشائر العربية في محافظة جبل لبنان، وهي تضم أكثر من 5000 نسمة في نطاقها الإداري الذي تتجاوز مساحته المليون متر مربع».
منسق «تيار المستقبل» في جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال قال: «مرسوم إنشاء بلدية السعديات صدر في عهد الرئيس كميل شمعون في الخمسينيات (من القرن الماضي)، ووقتذاك لم يكن عدد الناخبين يتناسب مع العدد المطلوب لإنشاء البلدية».
وأشار إلى «أنه بعد ان اصبح عدد الناخبين كافيا، تم استحدث البلدية. وقمنا كتيار بمتابعة هذا الموضوع منذ بداياته الأولى، إلى ان تم وضعه على خارطة الطريق».
بدوره أكد مختار السعديات رفعت الأسعد، «أنه تم فتح سجل خاص لقرية السعديات في 2/9/2016 وحمل قرار الرقم 1823».
وأشار إلى «ان وزير الداخلية بسام المولوي أخذ القرار بإنشاء بلدية السعديات في 29 كانون الأول 2022، وانه تم الاتفاق مع بلديات الدامور في العام 2019 على المساحة الجغرافية لبلدة السعديات، والتي تبلغ أكثر من مليون متر».
واعتبر الأسعد «انه انجاز كبير لأهالي السعديات، بعد أن كنا محرومين من كل المقومات الإنمائية والحياتية. واليوم أصبح لدينا كيانا خاصا، بعد ان كنا نتبع لثلاث بلديات: الدامور والدبية والجية. وبعد انتخاب البلدية سنقوم بتنظيم أمور وأوضاع البلدة وفق القانون الذي يحكم عملنا».
وشكر «تيار المستقبل» والنائب السابق الحجار لمتابعتهما الموضوع مع الجهات الرسمية. وأكد «على الدور الكبير للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمقدم أيمن مشموشي في تحقيق المشروع على أرض الواقع».
وقال ان أهالي السعديات يستعدون لخوض الانتخابات البلدية للمرة الأولى، وان العشائر العربية في السعديات، يملكون الهويات اللبنانية منذ عام 1850.