- فيصل الجاسم: فرص الأرباح مازالت مواتية مدفوعة بمحفزات لاتزال قائمة ومستمرة
- محمد فاضل: مشتريات على السبائك الصغيرة والمتوسطة.. على أمل اللحاق بقطار المكاسب
- محمد صلاح: الذهب سجل 12 قمة سعرية في 2024.. وأعطى إشارة مكاسب جديدة في 2025
- أشرف علي: السوق المحلي بدأ التغلب على حالة عدم اليقين مع بدء الارتفاعات بنهاية تداولات يناير
علي إبراهيم
مازال سوق الذهب يتيح الفرصة لصناعة الثروات بعدما سجل رقما قياسيا جديدا في أول شهور 2025 ليضاف إلى سلسلة الأسعار القياسية التي سجلها 12 مرة في 2024، ليواصل المعدن الأصفر فرض هيمنته محققا مكاسب ملحوظة خلال الشهرين الماضيين، إذ إن كل من استثمر فيه 1000 دينار فقط، حصد 107 دنانير كأرباح في 60 يوما، وهي مكاسب استثنائية تؤكد أن المعدن الأصفر يعيش لحظة تاريخية.
الأسعار لم تتوقف عن الصعود، بعدما انطلق ليكسر حاجز 2860 دولارا بنهاية يناير وسط توقعات بأن ترتفع وتيرة المكاسب ويصل إلى 3 آلاف دولار للأونصة وسط حالة من الترقب بالأسواق مع استمرار التوترات الجيوسياسية وتلميحات البنك الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة، الأمر الذي بات معه الذهب الملاذ الأكثر جذبا للمستثمرين.
وكعادته، لم يغب السوق الكويتي عن الحدث، فعلى المستوى المحلي يشهد السوق سلوكين متباينين من قبل المستثمرين والمتعاملين، فهناك فئة من المستثمرين الذين قاموا ببناء مراكز استثمارية قوية خلال الفترات الماضية، ويراقبون القمة المرتقبة للذهب عند 3000 دولار للأونصة لبدء عمليات جني الأرباح وتصريف المخزون الذي راكموه. في المقابل، هناك شريحة جديدة من المستثمرين دخلت السوق مؤخرا، وتركزت مشترياتها على السبائك صغيرة ومتوسطة الحجم، في محاولة للحاق بقطار المكاسب الذي يواصل انطلاقه وسط التوقعات الإيجابية للأسعار.
أما على صعيد المبيعات، فقد شهدت المشغولات الذهبية تراجعا في الإقبال بسبب ارتفاع الأسعار، بينما سجلت السبائك طلبا نوعيا، خصوصا من قبل ذوي الدخل المتوسط والمحدود الذين وجدوا في السبائك الصغيرة حتى وزن 100 غرام فرصة استثمارية مناسبة. في المقابل، لم تحظ السبائك الكبيرة زنة الكيلو بنفس الزخم الشرائي خلال يناير، مما يعكس تفضيل المستثمرين الأحجام التي يسهل تصريفها سريعا مع استمرار ارتفاع الأسعار. وتظهر متابعة تغيرات أسعار الذهب محليا حتى عصر أمس السبت، أن سعر غرام الذهب عيار 24 بلغ 27.68 دينارا، فيما سجل عيار 22 نحو 25.37 دينارا للغرام، وبلغ عيار 21 سعر 24.22 دينارا، أما عيار 18 فقد وصل إلى 20.76 دينارا للغرام الواحد، وإلى التفاصيل:
بداية، قال المحلل الفني المعتمد في أسواق المال، فيصل وليد الجاسم، إن الذهب حقق مكاسب تنافسية خلال الفترة من أول ديسمبر 2024 حتى نهاية يناير المنصرم، إذ أظهرت المقارنة بين أدنى وأعلى سعر وصل إليه المعدن الأصفر خلال الفترة، أن المكاسب وصلت إلى مستوى 10.7%، أي ان كل شخص أنفق على الذهب 1000 دينار خلال الـ 60 يوما الماضية حقق مكاسب بقيمة 107 دنانير، وهو معدل تنافسي جدا مقارنة بالعديد من الأدوات الاستثمارية الأخرى.
وأشار الجاسم إلى أن أعلى سعر للأونصة تحقق خلال الفترة من 2 ديسمبر 2024 حتى 31 يناير بلغ 2.86 ألف دولار للأونصة الواحدة مقابل أدنى سعر والذي بلغ 2.58 ألف دولار للأونصة بمكاسب بلغت 277 دولارا بما نسبته 10.7% للأونصة الواحدة.
وذكر الجاسم أن من دخل السوق خلال يناير الجاري فقط حقق أيضا مكاسب مرضية تجاوزت الــ 9% خصوصا أن أدنى سعر للأونصة بلغ 2.62 ألف دولار مقابل أعلى سعر وصلت إليه وهو 2.86 ألف دولار للأونصة بمكاسب بلغت قيمتها 238.3 دولارا.
ويرى الجاسم أن فرص الأرباح مع المعدن الأصفر مازالت مواتية خصوصا وأن هذه الزيادات السعرية ترجع إلى عدة عوامل مازالت أثرها قائما ومستمرا مثل الاضطرابات الجيوسياسية، إذ دفعت التوترات العالمية المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، وسط توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وزيادة معدلات التضخم، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن، فضلا عن توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يدعم أسعار الذهب. وشدد في الوقت ذاته على أن أسواق المال تدور في تقلبات مستمرة، لذا ينصح من يود الاستثمار أن يتعلم أساسياته تفاديا للمخاطر المحتملة
بدوره، قال مدير عام شركة «دبلة» للذهب والمجوهرات محمد فاضل إن أسعار الذهب تشهد ارتفاعا ملحوظا في الفترة الأخيرة وسط حالة ترقب في الأسواق لوصول سعر الأونصة إلى 3 آلاف دولار، مدفوعا باستجابة الأسواق إلى المتغيرات التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الأسواق العلمية عبر قراراته، والتي تحفز ارتفاع أسعار الذهب، إلى جانب استمرار الفيدرالي الأميركي في التحفظ بسياسته النقدية والتي جاءت في صالح أسعار المعدن الأصفر.
وأشار فاضل إلى أن السوق المحلي ينظر إلى التغيرات المرتقبة في أسعار الذهب بسلوك متنوع من العملاء غلب عليه الطابع الشرائي على استحياء، إذ إن المبيعات ترتفع نسبيا على الرغم من الفرص الواعدة والتقارير التي تشير إلى إمكانية وصول سعر الأونصة إلى 3 آلاف دولار.
وذكر فاضل أن السوق المحلي يشهد حاليا سلوكين مختلفين للعملاء، الأول منهما من اكتفى من عمليات الشراء وبناء مراكز استثمارية جيدة خلال الفترات الماضية وفي انتظار أن يسجل الذهب القمة المرتقبة ليبدأ في عمليات تصريف المخزون الذي حققه وبدء جني أرباح جيدة.
وأشار إلى أن السلوك الآخر يتمثل في عمليات شراء نوعية تقوم بها شريحة من العملاء الذين بدأوا مؤخرا في بناء مراكز استثمارية من خلال شراء كميات من السبائك وتتركز مشترياتهم على السبائك صغيرة ومتوسطة الحجم على أمل اللحاق بقطار المكاسب الذي سيتحقق مع وصول السعر إلى 3 آلاف دولار.
قال خبير الذهب والمعادن الثمينة في شركة سبائك الكويت محمد صلاح، إن سوق الذهب بالكويت حاله حال الأسواق العالمية، كان يعيش حالة من الترقب لأثر توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والفيدرالي الأميركي على الأسواق، وذلك نتيجة لعدم وضوح الاتجاه السعري له بعدما مر بفترة ثبات استمرت قرابة الشهرين تقريبا.
وأشار صلاح إلى أن الذهب بدأ 2025 ببداية قوية بعدما وصل إلى قمة سعرية جديدة بنهاية يناير 2025 وكسر حاجز الـ 2800 دولار للأونصة، ليستكمل مكاسب 2024، والتي سجل خلالها مستوى قياسيا جديدا نحو 12 مرة خلال العام.
وذكر صلاح أن الارتفاع الذي حدث في يناير المنصرم وتسجيل أول مستوى سعري قياسي أعطيا إشارة إيجابية للأسواق مدفوعة ببدء الرئيس الأميركي تنفيذ سياساته وإشارات «الفيدرالي» بتخفيض الفائدة، الأمر الذي بدأ معه الذهب يرتفع ليقبل الناس على الأسواق لشراء السبائك تحديدا، ولكن على استحياء خلال يناير.
وأشار إلى أن مبيعات المشغولات في السوق المحلي كانت ضعيفة خلال الفترة الماضية، إلا أن السبائك شهدت إقبالا نوعيا من قبل شريحة من العملاء ذوي الدخل المتوسط والمحدود، والتي وجدت فيها فرصة مواتية، إذ شهدت السبائك صغيرة الحجم حتى وزن 100غرام إقبالا على الشراء، بينما لم تشهد مشتريات السبائك الكبيرة زنة الكيلو خلال يناير زخما شرائيا.
وذكر أن آخرأيام تداولات الذهب خلال يناير أعطت إجابات واضحة للمترقبين بأن الصعود هو الاتجاه المستمر للمعدن الأصفر خلال 2025، الأمر الذي يتوقع معه أن تحدث طفرة شرائية على المعدن الأصفر خلال الشهر.
بدوره، قال مدير أمواج كابيتال للخدمات والاستشارات المالية، أشرف علي، إن ارتفاع سعر الذهب على الصعيد العالمي ليس طفرة عابرة، بل تأتي الزيادات السعرية مبررة نتيجة للمتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية التي يعيشها العالم مؤخرا، والتي تعد عاملا رئيسيا في تغير توجهات البيع والشراء سواء لدى الأفراد أو المستثمرين.
وأشار علي إلى أن السوق خلال شهر يناير المنصرم كان يشهد حالة من الترقب والحذر وسط ضبابية الرؤية تجاه الأسعار المستقبلية للمعدن الأصفر وذلك انتظارا للقرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وأثرها على الأسواق، إلى جانب الرؤية المستقبلية لأسعار الفائدة من قبل «الفيدرالي» الأمريكي، والتي أسفرت نهاية يناير إلى إعطاء المعدن الأصفر إشارة واضحة على ارتفاعات مرتقبة بتسجيله مستوى قياسي جديد بعدما كسرت الأونصة مستوى 2800 دولار.
وذكر علي أن السوق المحلي بدأ في التغلب على حالة عدم اليقين التي سيطرت عليه خلال تداولات شهر يناير المنصرم مع بدء الارتفاعات بنهاية تداولات الشهر مبينا أن الفترة المقبلة ستشهد حالة من الزخم الشرائي من قبل المواطنين والمقيمين، وسط ارتفاع الطلب خصوصا على السبائك ذات الأوزان الخفيفة حتى 100 غرام والتي تتناسب مع القدرات الشرائية لشريحة واسعة من الأفراد الذين يبحثون عن الملاذ الآمن أو بدء الاستثمار انتظارا للوصول إلى مستوى قياسي جديد يمكنهم من تحقيق الأرباح.
ونوه علي بأن التقارير التي تشير إلى أن البنوك المركزية، خاصة بنك الشعب الصيني، قد تستمر في شراء الذهب، سيدعم الأسعار في الأشهر المقبلة نتيجة لزيادة الطلب وسلوك الشراء العالي، وهو ما سيجعل المستثمرين المحليين يلجأون إلى تكثيف مشترياتهم وبناء مراكز استثمارية جديدا خصوصا وسط بعض التقارير التي تتنبأ بإمكانية وصول المعدن الأصفر إلى مستوى 3 آلاف دولار للأونصة الواحدة.