الكبر من الحالات التي يتخصص بها الإنسان وهو إعجابه بنفسه واستعظامها، وأن يرى نفسه أكبر من غيره، ويستهين بالناس، ويستصغرهم.
وعلامَ؟! فالحياة لا تستحق ولا ينبغي علينا أن نعتد فيها كثيرا بذواتنا، فنحن في النهاية كلنا عبيد لا أكثر، والدنيا كالماء المالح كلما ازددت منه شربا ازددت عطشا.
فإن العجب من أشد الأدواء التي تفتك بقلب العبد، وهو إنما ينشأ من جهل العبد بحاله وذنوبه وعيوبه وجهله كذلك بعظمة ربه سبحانه.
فإن العجب سبب من أسباب الهلاك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه».
وقد يعجب الإنسان كذلك بصفة موجودة بنفسه، فينظر إلى نفسه ويقول: «أنا ذكي» أو «أنا كريم»، «أنا رحيم» أو «أنا مميز جميل».. إلخ، ويحدث ذلك سواء نبهه الناس إلى تلك الصفة أو حتى بدون تنبيههم للأسف.
قال ابن مسعود: الهلاك في اثنين القنوط والعجب.
وعلاج ذلك بالعلم المحقق بأن العبد وعمله وأوصافه كل ذلك من عند الله تعالى نعمة ابتدأه به قبل الاستحقاق.
فعلى العبد أن يتذكر النعم دائما، وأن يجدد الشكر لله عليها، وأن يشغله خوف سلب النعمة عن الإعجاب بها، ولينظر إلى الغافلين الخبيثين الفساق، وقد سلبوا نعمة الإيمان والطاعة، ولينظر إلى من أصيبوا بحوادث سير كانت سببا لتشوه خلقتهم وإعاقتهم وإلى الكثير والكثير من الذين ضيعهم كبرياؤهم وغرورهم وأصبحوا لا حول لهم ولا قوة، وليحمد الله أن عافاه وسلمه، وليحرص على صرف نعم الله فيما يرضي الله، فليوظف الذكاء والكرم في طلب العلم ونفع الخلق وليصرف النظر عن كلام الناس، ولا يضره ما إذا مدحوه دون تشوف منه، كي يستشعر فرحه بنيل نعمة الله التي أسبغها عليه.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق وغمط الناس».
من الجميل ان نكون متواضعين من دون ضعف وأقوياء بلا غرور، فالكبرياء هي حصة الحمقى، ومن خلالها سنقع في خداع أنفسنا.