بدأ الفصل الدراسي الثاني للمدارس، وانتظم أولادنا على مقاعد الدراسة، وبدأت همم أولياء الأمور تزداد من أجل توفير الأجواء المناسبة لأبنائهم كي يجتهدوا ويجدوا، وهذا مسعانا جميعا، حيث إن أولادنا كما يقول الشاعر «أكبادنا تمشي على الأرض»، وهم أملنا الذي نريده مشرقا لنشهد اطلالة المستقبل المشرقة على جبين وطننا الكويت.
ومن خلال خبراتي المتواضعة في مسألة التربية، والتنشئة، هناك بعض الأفكار أو فلنسمها «خواطر» أريد أن أشارك بها القراء الأعزاء، كي يتمكنوا من تربية أولادهم تربية صالحة، وهي كالتالي:
٭ أولا: علينا أن نعرف أن كل ابن مختلف عن نظرائه، حتى وإن كانوا أشقاء، أو حتى توأم، فلا تقس مستوى ابنك بمستوى ابن أو ابنة آخر حتى لو كان أخاه، لأن هذه المقارنة لها نتائج عكسية على الأبناء ومن الممكن أن تدخلهم في مراحل عدم الثقة، فلكل طفل قدرات، عليك أن تنظر إليها وتنميها، ولا تضغط على ابنك بما لا يطيق، كي يأخذ الدرجات الأعلى، لأنك بكل بساطة قد تفقده.
٭ ثانيا: يجب أن نكون متفهمين لأمزجة أبنائنا، ولا نفرض عليهم آراءنا بشكل تعسفي، فهناك ابن يميل مثلا إلى الهدوء، وآخر يميل إلى الصخب، وهذه الصفات لا تورث وأحيانا لا تكتسب، ولكنها تنمو مع الابن وتلازمه، وبالتالي فإن دراسة أمزجة الأبناء ومحاولة ترويضها بالحكمة والموعظة الحسنة من الأمور الضرورية.
٭ ثالثا: مسألة الثواب والعقاب ضرورية في تنشئة الأبناء، ولكن بحذر ومن دون مبالغة، وأن يكون الثواب في حدود المعقول، والعقاب لا يكون إلا من خلال أشياء لا تؤثر على الابن مثل حرمانه مثلا من استخدام أجهزته الذكية لفترة محدودة وهكذا، ولا تلجأ إلى العقاب عن طريق منعه من الأكل أو تهديده بالطرد، فهذه الأمور عواقبها وخيمة وغير تربوية بالمرة.
٭ رابعا: مشاركة الأبناء اهتماماتهم قدر المستطاع، من خلال الأب والأم، حتى في بعض ألعابهم، لأن ذلك يعطي للعلاقة الأسرية الحميمية والحب.
٭ خــامسا: عــدم اليأس من الأبنـاء الذين يتصفون بالتمرد والرفـض لكــل شيء حتى استذكار دروسهم، أو كثــرة الشغب واختلاق المشاكل، والمحاولة تلو الأخرى لقويم هذا السلوك، وحتى إن لم يتحقق ذلك المطلوب، فيجب علينا تقبلهم ومساعدتهم في شق طريقهم في الحياة لأنهم أولا وأخيرا هم أبناؤنا، الذين لا نستطيع التخلي عنهم.
هذه بعض الخواطر، التي راودتني، وأردت أن أشارككم فيها، ندعو الله أن يوفق أبناءنا جميعا.
اللهم احفظ الكويت وأميرها، وولي عهده الأمين وأهلها وكل من يقيم على أرضها الطيبة.