أثناء تواجدي في أرض المحروسة حرصت على أن أذهب لمشاهدة مسرحية «حاجة تخوف» لما قرأت عنها من العديد والكثير من أقلام أدبية وفكرية ونقدية في عالم المسرح، وهو ما زادني حرصا على مشاهدة هذا العرض، وذلك بدعوة كريمة من زميلي وأخي مخرج العمل «المايسترو» خالد جلال وجهها لي لحضور العرض، فما كان مني إلا أن ذهبت لأشاهد وأستمتع على مدار ساعتين بمسرحية رائعة بكل معنى الكلمة.
«حاجة تخوف» عرض يقوم بحكاياته أكثر من 50 بطلا أدوا أدوارهم بأداء ومعايشة أكثر من ممتازة «أرفع لهم القبعة على أدائهم المتميز»، يحمل الكثير من القصص الحياتية وكل «سكتش» من مكوناته يحمل حبكة درامية وكل حدث درامي يسلط الضوء على الكثير من معاناة الإنسان تحيك خيوط تلك الحبكات العديد من الرؤى الفلسفية، لتبقى عدة أسئلة تردد على ذهن المشاهد على مدار مشاهدته العرض المسرحي: لماذا الخوف؟! وهل الخوف مما يخافه الإنسان؟ أم أن الخوف ناتج مما قد يفعله الإنسان من شر ويقبع بداخله؟ العديد من الأسئلة تراود المشاهد إلى أن تتم عملية «التطهير» النفسي للمشاهد في نهاية هذا العمل الفني.
«حاجة تخوف» عرض مسرحي تميز بجميع عناصره المسرحية، الإخراج والديكور والإضاءة والموسيقي وأداء الممثلين والمكياج وغيرها من العناصر، التي كان العرض منيرا ومتوهجا بتميزها، وبرغم توهج تلك المنارات فإنه كانت توجد منارة استوقفتني على مدار العرض وهي «الأزياء» التي قام بها كل من: محمد نديم وهبة كامل.
ما استوقفني بعنصر الأزياء بساطته ودلالته المسرحية، قليل من مصممي الأزياء الذين يقومون ببلورة الفكرة لتحكي حدث المسرحية، وهذا ما قام به محمد وهبة باختيارهما للأقمشة وحسن اختيارهما لألوان الأزياء وأيضا سهولتها في التغيير للممثل، حيث إن العرض يحتوي على أكثر من قصة «Chapeau».
مسك الختام: «حاجة تخوف» هي عملية تطهير للمشاهد بأن يمتلك الشجاعة ويعترف بأخطائه ويواجهها ليبعد من قاموس حياته كلمة «خوف». في كل تخرج لدفعة من دفعات مركز الإبداع الفني تولد نجوم ومواهب جديدة في العديد من عناصر المسرحية على يد المخرج خالد جلال، أكثر من 20 عاما وهذا المركز يعتبر نواة المسرح والفنون على يد هذا المايسترو المبدع.
[email protected]