الانتماء للوطن ليس شعارات تقال أو أغاني نسمعها، بل هو إحساس يملأ الإنسان بالحب، ويدفعه إلى أن يكون مواطنا صالحا مدافعا عن وطنه، باذلا كل ما يستطيع للنهوض به.
إن المواطنة تعني أن نكون مجتهدين في أعمالنا غير متكاسلين، نؤدي واجباتنا المهنية بدقة ومسؤولية، وألا نكون مقصرين في حق عملنا، بل نؤديه بجد واجتهاد، لأننا في النهاية نساهم في تطوير البلد، من خلال ما نقوم به من أعمال كبيرة كانت أو صغيرة، فكل حسب تخصصه ومنصبه، ومهام عمله.
كما أن المواطنة هي أن نحافظ على المرافق العامة، ولا نساهم في تدميرها أو تعطيلها، وألا نسمح للعابثين بأن يمارسوا فيها أحقادهم، لأنها ملك الجميع، وعلى الجميع أن يحافظ عليها مثل الشوارع، والجسور، والحدائق العامة، كما يجب علينا عدم الإسراف في استهلاك الكهرباء والماء واستخدامهما حسب الحاجة.
والمواطنة كذلك تتمثل في أن نكون بعيدين عن كل ما له علاقة بالفساد، الذي يؤثر بشكل واضح على بنية البلد وتنميته، مثل تزوير الشهادات العلمية من أجل الحصول على مكانة غير مستحقة، أو استخدام الرشوة والموافقة على تلقيها، نظير تسهيل أمر ما، أو غض الطرف عن ممارسات سلبية والتكتم عليها وعدم التبليغ عنها، حينما يتعلق الأمر بالوطن ومستقبله.
إن المواطنة هي صمام أماننا، وهي الدرع الذي من خلاله نستطيع أن نحمي وطننا من كل حاقد أو منتفع، لا يريد غير مصلحته الشخصية، ولا يهمه المجتمع الذي يعيش فيه، ولا حتى وطنه إن علت مكانته أم انخفضت.
المواطنة تدعونا إلى أن ننبذ الإشاعات ولا نكررها على مواقع التواصل الاجتماعي، بل نهاجمها، فالمعلومة يجب أن نأخذها من مصادرها الحقيقية، والحمد لله أجهزة الدولة صادقة معنا، وتبث إلينا كل ما نريده من معلومات بشفافية.
إن الوطن بالنسبة لأي إنسان هو الحماية والطمأنينة، لذا يجب أن نتمسك بوطننا الكويت، الذي أعطى لنا كل ما نتمناه من خير وأمن وأمان واستقرار وقيادة حكيمة، تسعى جاهدة لتوفر لنا كل ما نصبو إليه.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وأهلها وكل من يعيش على أرضها الطيبة من كل مكروه.